أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، في حسابه على منصة X اهتمام السياسيين والمحللين والمؤرخين في سورية والمنطقة، إذ تعتبر أول تصريحات غربية وأميركية مهمة تكشف حقيقة المشكلات التي عانت – ولا تزال بسببها – تعاني منها المنطقة.
فقد حددت تلك الرؤية الأميركية الواضحة، والتي تتفق مع كثير من رؤى وتحليلات السياسيين ومفكري سورية والمنطقة، أسباب معاناة المنطقة جراء التدخل الغربي وتقسيم دولها وفرضت حدوداً مرسومة بالحبر من خلال اتفاقية سايكس بيكو، وفق أهداف استعمارية.
هذا التقسيم وما أعقبه من مخططات غربية للتدخل بشؤون الدول، كلف تلك الأمم الكثير من التضحيات، وكلف أجيالاً بأكملها حملت وزر تلك المشروعات التي عطلت مستقبل التنمية والتطور التي لولا تلك المخططات الغربية، لكانت شعوب سوريا والمنطقة تقدمت خطوات واسعة وكثيرة إلى الأمام.
الأهم الذي حملته تلك الرؤية الأميركية الجديدة هو النظرة المختلفة عن المشهد الغربي الموجود في ذاكرة شعوب المنطقة المليئة بالمآسي جراء مخططات الغرب التي كانت مخططة بتقييم المبعوث الأمريكي، والتي لن تسمح الولايات المتحدة الأمريكية أن تتكرر، والمستقبل سيشهد حلولاً إقليمية وشراكات قائمة على الاحترام.
الأهم أيضاً، في تلك التصريحات هو الاعتراف بأن مأساة سوريا ولدت من الانقسام، وولادتها مجدداً تأتي من الكرامة والوحدة والاستثمار في شعبها، وولادة سوريا الجديدة تبدأ بالحقيقة والمساءلة والتعاون مع المنطقة.
وبسقوط نظام الأسد فتح باب السلام، وبرفع العقوبات سيتاح للشعب السوري فتح ذلك الباب.
لقد شخص المبعوث الأمريكي المشكلة وأعطى الحلول، وكلنا أمل أن تتجسد تلك الرؤية، كي يتاح للمنطقة أن تشهد نهاية المعاناة وانطلاق السلام والتنمية وإعادة الأعمار والبناء والنهوض الاقتصادي والاجتماعي الذي تنتظره المنطقة.