الثورة- منذر عيد:
شكل حضور السيد الرئيس أحمد الشرع الفعالية الجماهيرية بالأمس “حلب مفتاح النصر” رمزية كبيرة، ودلالة على مدى أهمية المدينة اقتصاديا، إضافة إلى الرمزية التي شكلتها كخطوة أولى في طريق التحرير، ليؤكد الرئيس الشرع أن لحظة دخولها.. “لحظة تصنعها الأمم مرة كل قرن”، وليعلن من قلب عاصمة سوريا الاقتصادية أن إعادة بناء سوريا بدأت لتوها.
دعوة السيد الرئيس بأن “يكون شعارنا كما رفعناه من قبل، لا نريح ولا نستريح حتى نعيد بناء سوريا من جديد ونباهي بها العالم أجمع بحول الله وقوته”، هي عبارة عن شحذ للهمم، للانطلاق نحو مستقبل مشرق، أساسه العمل والبناء، ولتترافق تلك الدعوة مع الكم الهائل من الدعم الأميركي والأوروبي للحكومة السورية للنهوض بالواقع الاقتصادي، إذ أكدت المتحدة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة “اتخذت عدة خطوات لتنفيذ رؤية الرئيس ترامب لشرق أوسط مزدهر، وسوريا مستقرة تعيش في سلام مع نفسها وجيرانها”، مشددة على أن واشنطن “تتعاون مع شركائها الإقليميين والعالميين لفتح الاستثمارات في سوريا”، حسب ما ذكرت وكالة “سانا”.
انفتاح اقتصادي وسياسي عربي ودولي كبير على سوريا، لكن يبقى السؤال الأبرز، هل ينعكس الحراك الاقتصادي والاجتماعات في أروقة المؤتمرات والاجتماعات، بشكل عملي على أرض الواقع، ويحرك مسننات الآلات في المصانع والمعامل السورية، وهل يكفي ما أقدمت عليه أميركا وأوروبا من تعليق للعقوبات للنهوض بالاقتصاد السوري، وتشجيع رؤوس المال الأجنبي للخوض في غمار التجربة السورية، أم أن رأس المال لا يمكن أن يتخلى عن مقولة “رأس المال جبان”؟.
مجلة فورين أفيرز الأميركية أكدت في مقال نشرته على موقعها الرسمي أمس بعنوان “هل تستطيع سوريا التعافي”؟ إن الإعفاءات الأميركية تعد حلاً جزئياً فحسب، لتضيف:” فبدون رفع دائم للعقوبات، وهو ما يتطلب في حالة عقوبات قانون قيصر موافقة الكونغرس، فإن عدم اليقين بشأن إمكانية عودة العقوبات خلال ستة أشهر قد يعيق تعافي الاقتصاد السوري، قد لا يتراجع بعض المستثمرين المقربين من إدارة ترامب أو المعتادين على العمل في الاقتصادات الخاضعة للعقوبات، لكن العديد من الشركات والمؤسسات الدولية التي تبحث عن مشاريع طويلة الأجل قد تتردد في الاستثمار، قد تختار اللعب بأمان وتجنب العمل في سوريا تماماً، كما فعل الكثيرون طوال الحرب”.
لقد عاش الشعب السوري سنوات طويلة من الحاجة جراء العقوبات الغربية نتيجة سياسة النظام البائد، وحري به الآن أن يتنفس الصعداء، الأمر الذي يتطلب من أميركا وأوروبا رفع كلي للعقوبات، بما يعطي الأمان لرأس المال الأجنبي للدخول إلى سوريا، خاصة وأن رفع العقوبات ليس من قبيل المجاملة السياسية، بل هو استحقاق استحقه السوريون من العالم لما بذلوه من تضحيات وسطروه من بطولات، كما قال الرئيس الشرع أمس.
