الثورة – همسة زغيب:
فن تطعيم الخشب بالصدف حرفة فنية تجمع الجمال والإبداع، ومن المهن التراثية العريقة والقديمة، يعود تاريخها إلى أكثر من 300 عام، اشتهرت في سوريا.
وتعتمد صناعة “الموزاييك” على إدخال مادة الصدف على ألواح مختلفة من الخشب مثل الجوز والورد والزان وأنواع أخرى، وعلى مهارة الحرفي في تطعيم الخشب، وتحويله إلى قطع فنية فريدة تتميز برسومات وأشكال هندسية مثل المثمّن والمربّع والمسدّس والمثلّث.
شيخ الكار الحرفي محمد صالح الكجك قال لـ”الثورة”: إن الصناعات والحرف اليدوية في بلدنا جزء لا يتجزأ من التراث والثقافة السورية، وحرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري إرث تاريخي عريق تداوله الأبناء والأحفاد من الأجداد، يعتمد على ذوق الفنان بالدرجة الأولى وعلى خيال الحرفي في صنع أشكال فنية من خلال رسومات وتزيينات نباتية وأشكال هندسية لخلق لوحة من الزخارف التقليدية المتميزة.
وأضاف: إن تقنية تطعيم خشب الجوز بالصدف أو الحفر على الخشب تُعرف بتقنية “التطعيم” أو “الترصيع”، يستخدم خشب الجوز البلدي كمادة أولية، ثم تبدأ عملية الرسم على أوراق الزبدة وتطبع على الشرائح الخشبية وتكون الرسمة كاملة، وبعد الانتهاء من الحفر والنقش يأتي دور التصديف، ثم إلصاق الصدف وخيوط الفضة بواسطة الغراء، ويتم تمليس الصدف وحفّ العظم بورق “البورداغ”، والمسح بزيت “البرداغ”، ليعطي لمعة للقطعة ويتشرب الخشب ليبقى على لونه الطبيعي.
كما اشتهر الحرفي بتنزيل الصدف بالطريقة الشامية القديمة التي تحتاج جهداً كبيراً ودقة، وأبدع بالتصديف العربي الهندسي والمشجر والمكتب والفاطمي والطلس، وصنع مجموعة متنوعة من الأغراض للديكور والمنجور الخشبي، وتحف فنية غاية الجمال لتزين البيوت والأماكن المقدسة من مساجد وكنائس، وقطع فنية متنوعة فريدة كصناديق الخشب بأحجام متنوعة مطعمة بالصدف.
الحرفي محمد صالح الكجك من مدربي حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية، له مشاركات في المعارض والمراكز الثقافية، منها معرض دمشق الدولي، كما حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير.