الثورة – خاص:
استأنفت سوريا حضورها في أعمال المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، بمشاركة رسمية في الدورة العادية الـ123 التي انطلقت في العاصمة التونسية، في خطوة تُعد بمثابة عودة فاعلة إلى المنظمات العربية المتخصصة بعد سنوات من الغياب.
ويمثّل سوريا في هذه الدورة الأستاذ عبد الكريم قادري، الأمين العام للجنة الوطنية السورية للتربية والعلوم والثقافة، وعضو المجلس التنفيذي للمنظمة، حيث يشارك إلى جانب نظرائه من الدول العربية في مناقشة آليات تفعيل الدور السوري داخل المنظمة، وتوسيع مجالات التعاون التربوي والثقافي بما ينسجم مع أولويات المرحلة الراهنة في البلاد.
وتعكس هذه المشاركة رغبة سوريا في الانفتاح وتعزيزالشراكة مع الدول العربية في المجالات التنموية، خاصة في قطاعي التعليم والثقافة، وذلك ضمن مسار إعادة البناء الوطني وترميم ما دمرته الحرب من مؤسسات معرفية وبُنى فكرية.
وتهدف الدورة، الممتدة على مدى يومين، إلى مراجعة المشاريع والبرامج المنفذة من قبل الألكسو، وتطوير سُبل التنسيق بين الدول الأعضاء، مع التركيز على حماية التراث العربي، وترسيخ قيم التعليم والبحث العلمي والتنوع الثقافي.
ويُعد المجلس التنفيذي أحد أهم أجهزة الألكسو، وهو الجهة المسؤولة عن متابعة تنفيذ السياسات والبرامج داخل المنظمة، كما يقدم التوصيات للمؤتمر العام ويشرف على الجوانب الإدارية والمالية، ويضم في عضويته ممثلين عن الدول الأعضاء من أصحاب الخبرة في مجالات التربية، والثقافة، والعلوم، والإعلام.
ويُعقد المجلس مرتين سنوياً على الأقل، ويؤدي دوراً محورياً في تعزيز العمل العربي المشترك، من خلال مراجعة التقارير الدورية، واقتراح المبادرات المشتركة، وتنظيم جدول أعمال المنظمة.
ويؤشر انخراط سوريا مجدداً في هذه الفعالية الإقليمية إلى استعادتها موقعها الطبيعي ضمن منظومة التعاون العربي، وإلى استعدادها للمساهمة بفعالية في صياغة السياسات الثقافية والتربوية العربية، بما يعزز الدور السوري في صون الهوية المشتركة وتطوير النظم التعليمية والعلمية في المنطقة.