Newsweek : العنف في واشنطن لن يحقق العدالة ولن يحقق السلام

الثورة- ترجمة ختام أحمد:

نحن لا نعرف الكثير حتى الآن عن إلياس رودريغيز، الذي أطلق النار على اثنين من الدبلوماسيين الإسرائيليين في واشنطن العاصمة، ولكن ما نعرفه هو أن مثل هذا العنف ليس ما يسعى إليه الفلسطينيون، ويجب إدانته بشكل لا لبس فيه.

ينطبق هنا المثل القديم “خطآن لا يصنعان صواباً”، فحرب إسرائيل المدمرة على غزة وعقابها الجماعي للفلسطينيين- وإن كان غير مقبول- لا يبرران هجوماً على أرض أجنبية، لا شيء يبرر ذلك.

وقع هجوم واشنطن على خلفية استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين، ولكن حتى لو ثبت أن الدافع معادٍ لإسرائيل، فمن الخطأ جعل الفلسطينيين كبش فداء أو تقويض قادة العالم الذين يدعون إلى إنهاء الحرب والأزمة الإنسانية في غزة، لقد أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال، ولأكثر من أحد عشر أسبوعاً، عانت غزة أيضاً من حصارٍ أدى إلى قطع الغذاء والماء والكهرباء والإمدادات الطبية.

يجب مواجهة هذه الفظائع- ليس باستهداف الأفراد البعيدين عن منطقة الصراع، بل بممارسة ضغط سياسي ودبلوماسي على إسرائيل لوقف الحرب، من غير المقبول رفع راية معاداة السامية ضد أي شخص ينتقد الإجراءات الإسرائيلية، لا ينبغي لقادة الغرب- من أوروبا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا- أن ينخدعوا بالخطاب التحريضي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي ألقى باللوم على معارضتهم للحرب الإسرائيلية والتجويع في أعمال العنف في واشنطن.

نتنياهو، الذي يواجه حالياً تهماً جنائية متعددة بالفساد وإساءة استخدام السلطة، يحاول التهرب من المسؤولية ونزع الشرعية عن الداعين إلى وقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة الجائعين، وإحلال السلام في فلسطين، يعرف العالم أسماء الدبلوماسيين الإسرائيليين اللذين قُتلا في واشنطن- يارون ليشينسكي وسارة لين ميلجريم، لكن كم منا يعرف أسماء عشرات الآلاف من ضحايا إسرائيل الفلسطينيين في غزة؟.

بفضل طلاب جامعة كولومبيا الشجعان، برز اسم طفلة واحدة (هند رجب) حيث عُثر عليها مقتولةً بالرصاص في سيارة بجوار أفراد عائلتها الأموات بعد انتظارها ساعاتٍ دون جدوى لإنقاذها، ووفقاً لليونيسف، وبعد قرابة 18 شهراً من الحرب، قُتل أكثر من 15 ألف طفل، وجُرح 34 ألفاً، ونزح ما يقرب من مليون طفل بشكل متكرر وحُرموا من حقهم في الخدمات الأساسية، وتشير تقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن أكثر من 28 ألف امرأة وفتاة فقدن حياتهن أيضاً.

ووفقاً لتقارير إعلامية متعددة، أعربت حماس عن استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين إذا وافقت حكومة نتنياهو على وقف إطلاق النار، بل وعرضت الحركة تسليم السيطرة على غزة للجنة فلسطينية انتقالية قبل إجراء انتخابات لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة جديدة، وأفادت التقارير أن هذا الاقتراح لقي قبولاً من المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفضه، ويعتقد كثيرون أن انتهاء الحرب قد يعني أيضاً نهاية مسيرة نتنياهو السياسية، وربما سجنه في حال إدانته.

في هذه الأثناء، يتظاهر الإسرائيليون في الشوارع مطالبين بإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، يجب أن يُعالج الحل السياسي جذور الصراع: استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام ١٩٦٧، ويجب أن يُمنح الفلسطينيون حقهم الأساسي في تقرير المصير، ويتطلب السلام العادل والدائم تطبيق القرارات الدولية الراسخة، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل، وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يجب حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في القدس ورام الله وغزة، وليس في واشنطن العاصمة، العنف في الخارج لن يحقق العدالة ولن يتحقق السلام إلا بمعالجة الظلم الكامن.

  المصدر _ Newsweek

آخر الأخبار
تنظيم عمل تجار سوق الهال في اللاذقية "الكريات البيضاء" باللاذقية تطلق مبادرة لتنظيف كلية الحقوق  حدة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تتصاعد.. والعالم يتابع بقلق  "علم الجمال بين الفلسفة والأدب" في جامعة اللاذقية "الشيباني" يستعرض نتائج الزيارة إلى قطر: اتفاقات لتعزيز الاستثمار ودعم القطاعات الحيوية مرسوم رئاسي بتعيين أحمد نمير محمد فائز الصواف معاوناً لوزير الثقافة  بيان سوري قطري: التأكيد على تعزيز التعاون وتطويره احتياجات العمل الإعلامي في لقاء وزير الإعلام بإعلاميي درعا تراجع جودة الرغيف في فرن ضاحية الشام استبدال محولات لتحسين الكهرباء بريف طرطوس صياغة جيل زراعي وتنمية المراعي.. نحو بادية مستدامة قريباً.. السفارة السورية تفتح أبوابها في الكويت خط معفى من التقنين للمستشفى الوطني بحمص استلام محصول القمح في مركز العنابية بطرطوس تكريم عمال مخابز طرطوس تنظيف الحدائق والمقابر في مصياف هل تتوجه درعا لزراعة الصبار الأملس؟ بين الإنقاذ والانهيار.. الدواء السوري في مواجهة المصير معتوق لـ"الثورة": نحتاج الأمان الصناعي إرث " الخوذ البيضاء " باق والاندماج بداية جدية لعمل حكومي واسع  التأمين الزراعي.. مشلول ومستلب! الهيبة لـ"الثورة": التأمين يشمل الزراعة ومستقبل شركاته واعد