قصة سعاد زاهر:
انتبهت والدة ديمة أن ابنتها لم تهدأ طيلة حفل عيد ميلاد صديقتها المقرَّبة نايا، فقد تبرعت منذ بداية الحفل بمساعدتها بارتداء أجمل أزيائها، اختارت لها زياً يشبه زي الأميرات، وردي اللون، ينتهي بدانتيلا تأخذ شكلاً دائرياً تبدو جميلة جداً.
حين بدأت موسيقا عيد الميلاد بالعزف سارعت ديمة للمشي خلف نايا، وهي تحمل لها ذيل الفستان خوفاً من أن تنزلق على درجات السلم.
فجأة اقتربت ديمة من نايا لالتقاط صورة معها، وإذ بقالب الكيك الوردي ينزلق قليلاً فوق الطاولة، فما كان من شقيقة نايا الكبرى- التي لم تساعد أختها في أي شيء، إلا أن وبّختْ ديمة التي ابتعدت شيئاً فشيئاً وغادرت المكان، والدموع تملأ عينيها، بينما بقي الأطفال ملتفين حول نايا، متجاهلين ديمة تماماً.
لحقت بها والدتها، وحين صعدت ديمة إلى غرفتها، صعدت أمها خلفها، وقالت لها: ما حدث معك في غاية البساطة، والأطفال في هذه المواقف لا يجيدون التصرف، ووالدة نايا كانت مشغولة بابنتها.
ديمة: لقد آلمني جداً، أن صديقتي الغالية نايا لا تنتبه لكلّ ما أفعله من أجلها، وبمجرد خطأ بسيط ينقلب الجميع ضدي، ولا ينتبه أحد لجهودي.
قالت الأم: ابنتي، انت مميزة جداً، حتى إنني أشعر أن عقلك أكبر من عمرك، لذلك لا بأس أن تحزني قليلاً، ولكن المهم أن تنسي كلّ ما حدث معك اليوم، ستصادفين في الحياة الكثير من أمثال هذه المواقف، تفعلين الكثير من الخير، ولكن قد لا ينتبه أحد لذلك، لكن لا بأس، افعليه بكلّ الأحوال.
في اليوم الثاني حين ذهبت ديمة إلى المدرسة، تصرفت كأن شيئاً لم يحدث، وصافحت صديقتها كعادتها وفوجئت بصديقتها ترحب بها بعفوية وبحرارة.