دفاتر الوحدة في هوامشها المنسية..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم:

لا تستطيع الوحدة السورية المصرية أن تعود إلى دفاترها، وقد مزقها أتون المعادلات والصراعات، وبعثرها حسابات النفوذ والأطماع، حتى كادت تغيب عن لائحة السجلات المحفوظة في أدراج النسيان، والمؤجلة حتى عهد آخر.. وزمن آخر، يخرج فيها حقل التصارع من بيدر الجبهات المفتوحة على مصراعيها.
المرارة والندوب التي تشكلت على حواف الذكرى لم تعد خافية على أحد، وإن ظلت بعيدة عن النظر ومخفية وراء ستائر العجز العربي، وقد لاكت مصائره أدوار ووظائف ومهام أغرقت الوضع العربي في مسرح الجريمة الموصوفة، حتى بات العرب مجرد رقم يتم تداوله على عدادات الموت المتحركة والمتجذرة في المشهد العالمي المتفجر على امتداد جهات الأرض.‏

من خلف الركام تطل الذكرى على أودية سحيقة وهوات فتحت الماضي على الحاضر، وخلطت التمنيات بالطموح، وباتت ندب الواقع أصعب بكثير من نكسات الحاضر، وهي تجرّد الوضع العربي من آخر سهامه التي أشهرها من باب التذكير بما كان في الماضي، وما يتطابق معه في مذكرات الجلب للحاضر، ليكون على مقاس الأطماع ووفق احتياجات الحروب التي أشعلتها أميركا وأدواتها، بحيث لا تُبقي إلا الخراب والدمار شاهداً على الحال العربي.‏

الفارق أن حديث الوحدة وذكراها يمران على الإدراك العربي بحرج الإحساس المتبادل بتباعد المواعيد المسجاة على قائمة الانتظار الطويل، وقد أشبعته قبلية المصلحة وعشائرية الأطماع، بعد أن أرهقته وظيفية الأدوار المشبوهة والخيانة الموصوفة، فيما تتخمه في الاتجاهين التحديات التي لا يُراد لها أن تتشابه أو تتقاطع، ولا أن تكون حافزاً لإعادة إلقاء ولو نظرة خاطفة على دفاتر الوحدة، ولو كان من باب الاستئناس أو الاستذكار لما جرى.‏

مع هذه الخيوط القاتمة التي تسدل حضورها على المشهد العربي يخفي رماد الخراب والفوضى تحته كثيراً من جمرات الانتظار التي تعيد وهج الذاكرة، بل تستدعي إعادة النظر في الكثير من المسلّمات التي أفرزتها قسوة الأزمات العربية، وهي تطحن دون رأفة كل ما يشي بأن العرب قائمة بعد الآن، وأن هناك زوايا لا تزال مضاءة في آخر النفق، وهي تتدحرج على كرة الثبات والحضور المنتشي للوجود والتاريخ والمسلّمات الكبرى في عقر دارها.‏

على هذه القاعدة يصعب أن تكون ذكرى الوحدة مجرد يقين عربي قد أفل وبات من المنسيات، وفيه ما يقرع على الأبواب وما خلفها باستحضار الكثير من أوراق المحنة التي تشابهت مع فارق الخلفية والأسباب والدوافع، وإن تقاطعت على المصير ذاته، ومحك الوجود نفسه، من زاوية الثقة بأن الوضع العربي لم يكن في حينه أقل سوداوية، ولا هو أشد رداءة، في ظل معطيات تعيد التذكير بالتحديات المشتركة التي ترتسم على ضفتي الإقليم، مع تزايد حدود الارتباط المصيري، بعد أن كشفت الدول الوظيفية عن وجوهها، ونزعت آخر أوراق التوت المخفية وبان ما خلفها، كما استدار ما قبلها لتميط اللثام عن قاع أعرابي أجوف إلا من بقايا النتن التي خلّفها وراءه دورها وقد تلبّستها التهمة بمستوى القرينة.‏

لا يخفى على أحد مدى الحرج الذي تشعر به الوحدة السورية – المصرية إذا ما قُدّر لها أن تستدرجها أزقة الكوارث العربية، للتنقل بين عواصم العرب، وكم تتمنى أن تكون سورية ومصر في الملعب ذاته ما دامتا في المرمى عينه، وفي الاستهداف نفسه، وإن اختلفت الطريقة أو الأسلوب أو الهدف أو الغاية، فالإرهاب الذي استهدف سورية يتحرك باتجاه مصر، وهي لا تريد لمصر أن تغرق في مستنقع الاستدراج الذي تمارسه كثير من عواصم الأعراب والغرب على حدّ سواء.‏

قد يكون من المبكر أن نستخلص كل ما جادت به محصلة الوضع العربي، لكن على المقلب الآخر بات من المُلحّ أن ندعوها إلى نفض الغبار عن الأدراج المهملة، واستعادة الأوراق التي تراكمت في مهبّ النسيان المتعمّد لتكون غائبة بذكراها وذاكرتها.‏

وهذا ليس من باب التمني والطموح المؤجل حتى إشعار آخر، بل كي لا تبقى شاهداً عينياً وحسياً ملموساً على حالة العجز، وألا تكون جزءاً من الخيبة التي ترتسم في جنبات الأمة بغربها وشرقها، ولا أن تبقى مجرّد سطور منثورة أمام ريح الفتنة، ومبعثرة في وجه مخططات الخراب والفوضى الأميركية – الإسرائيلية بلبوسها الأعرابي.‏

 

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
الدكتور الشرع من القنيطرة: تعزيز الكفاءة وتحسين الخدمات الصحية قطر التي لم تحد ولم تتراجع.. دعمت السوريين وعرّت جرائم الأسد تحرير الأموال المجمَّدة.. كريم لـ"الثورة": على مغتربينا الأثرياء الاستثمار داخل بلدهم ArabNews: إعادة بناء البنية التحتية أمر ضروري لتعافي سوريا  الدفاع التركية: القضاء على 14 إرهابياً شمالي سوريا وزير الداخلية التركي: عودة أكثر من 81 ألف سوري منذ سقوط الأسد قطر ترحِّب بخطوات إعادة هيكلة الدولة السورية الأمم المتحدة: ندين أي إجراءات تتعارض مع بنود اتفاقية فض الاشتباك محلل اقتصادي لـ"الثورة": رسم السياسات الاقتصادية بحاجة لرقم إحصائي أقرب للواقع الاتفاقيات الدولية الثنائية مهمة.. الرسوم الجمركية أحد التوجهات الهامة لحماية الصناعة الوطنية خبير مصرفي لـ"الثورة": الرسوم الجمركية قيد الاختبار والسوق من يحدد "روبرت بيتي": أدلة كثيرة على جرائم نظام الأسد يمكن استخدامها لتحقيق العدالة تنسيق العمل الإنساني والصحي مع "أطباء بلا حدود" جلسة في البرلمان البريطاني لمناقشة الوضع في سوريا بعد سقوط النظام البائد وفود ودبلوماسيون ومؤتمرات أوروبية.. زخم عربي ودولي للتضامن مع سوريا ودعم التعافي سوريا تجدد التزامها باتفاقية فض الاشتباك.. بعد لقاء "الشيباني وأبو قصرة" وفداً أممياً.. هل تلتزم "إس... تقديم الاستضافة ضمن الجامعة وفروعها يلامس الهموم ويتطلب التوضيح منح مهلة إضافية ٣ أشهر لطلاب الدراسات العليا جامعة دمشق .. من درجة علمية إلى أعلى في سلم التصنيفات العالمية محاصيل الحديقة الطبية لكلية الزراعة تدخل طور الإنتاج