الثورة – قصة هلال عون:
في بداية الربيع الماضي، وكان يوم سبت، وهو يوم عطلة رسمية في المدارس، ذهب الطفل يوسف، الذي يدرس في الصف الرابع، مع والده في رحلة صيد إلى غابة قريبة من المدينة التي يسكن في أحد أحيائها.
تلك الغابة تتميز بوجود الأرانب فيها بكثرة، وكان أبو يوسف يصطادها باستخدام شبك، يضع فيه بعض الجزر، فتأتي الأرانب وتدخل الشبك لتناول وجبتها المفضلة من الجزر، فيقوم أبو يوسف بسحب الشبك وإغلاقه، ثم يُخرج الأرانب منه حيّةً، ويضعها في قفص خاص بصيد الأرانب، ويعود بها ليضيفها إلى الأرانب الموجودة في مزرعته القريبة من المدينة.
في تلك الرحلة، وفي طريق العودة إلى المنزل، لاحظ الطفل يوسف أن أرنباً من بين الأرانب الخمسة التي اصطادها والده يبكي وتسيل دموعه بغزارة، فتعاطف معه وطلب من والده تركه وإعادة الحرية إليه.
استغرب الوالد من دموع الأرنب، وقبل أن ينفّذ رغبة ابنه، قال للأرنب: لا تبكِ أيها الأرنب فسوف تعيش سعيداً في مزرعتي وستأكل الجزر يومياً، لكن الأرنب استمر بالبكاء..
فاقترب منه يوسف وسأله: لماذا تبكي أيها الأرنب الجميل؟!.
فأجابه الأرنب: “أبكي على أولادي الأربعة الذين سيموتون برداً وجوعاً بسبب غيابي عنهم، فهم صغار جداً ولم يتجاوزوا من العمر يومين.. فمن سيطعمهم ويسقيهم ويعتني بهم بعد غيابي عنهم..؟!.
لم يكمل الأرنب حديثه حتى سالت دموع يوسف على خدّيه حزناً على ما قد يصيب الأرانب الصغار، وطلب من والده تحرير الأرنب وإعادته إلى أطفاله.
وافق الأب وذهبا برفقة الأرنب إلى حيث يعيش صغاره، وأعطاه ما لديه من الجزر.. ثم منح الحرية لبقية الأرانب التي اصطادها.في اليوم التالي وكان يوم الأحد، حصل يوسف على العلامة الأولى في موضوع التعبير في مدرسته حين كتب عما حدث معه في رحلة الصيد.