تهيئة لقدوم الاستثمارات.. خربوطلي لـ”الثورة”: “الجدوى الاقتصادية” لم تعد وثيقة شكلية بعد الانفتاح الاقتصادي
الثورة – وعد ديب:
كيف يستطيع المستثمر وصاحب الأعمال أن يرى مشروعه على مدى خط زمني قد يتجاوزعلى الأقل العشر سنوات، وبشكل واضح وجلي يضيء على مراحل متقدّمة من المشروع؟.
يشير هنا الخبير الاقتصادي والتنموي الدكتور عامر خربوطلي لـ”الثورة” إلى أن الوسيلة المعتمدة علمياً وعالمياً لهذه الرؤية المستقبلية الواضحة الأفق للمشاريع، هي دراسة الجدوى الاقتصادية، فالمستثمر أياً كان هدفه، وأياً كان مشروعه يركّز على الوقت الحالي الذي يبدأ في اللحظة عندما يقرر تحويل مدخراته الذاتية وشراكاته أو قروضه إلى مشروع استثماري في أي قطاع يراه مناسباً بصورة مبدئية.
ويبدأ بمحاولة استقراء التدفقات النقدية المستقبلية الداخلة أي الأرباح الصافية ليقارنها مع مبلغ الاستثمار الأولي- بحسب خربوطلي، وهنا تكمن الصعوبة في مقارنة المبالغ المتوقعة مستقبلاً مع المبالغ المصروفة حالياً، وعندها يتم اللجوء لخصم أو إعادة الأموال المستقبلية لمعرفة قيمتها الحالية ومقارنتها بالقيم المصروفة حالياً من خلال ما يتم اصطلاحه (معدل خصم)، وهو ما يمثل الحد الأدنى من العائد الذي لا يقبل المستثمر الاستثمار من دونه حالياً في الاقتصاد السوري وهو يمثل اليوم ما بين 20-25 بالمئة وفق تغيرات أسعار الفائدة على القروض طويلة الأجل ومعدلات المخاطرة والتضخم.
ووفقاً لخربوطلي فإن المستثمرلا يثق بالمستقبل ويعتبر أن الأموال المستقبلية أي الأرباح المتوقعة لا قيمة لها إذا لم يتم إعادتها للحاضر ومعرفة قيمتها الحالية، وهذا ما يُعرف بقاعدة القيمة الحالية أو نظرية تغير القيمة الزمنية للنقود.
مؤشرات مالية
وبيّن أن المؤشرات المالية التي يتم استخدامها في قياس جدوى المشروعات عديدة ومختلفة ولكلّ منها طريقة حساب وفهم ودلالات مختلفة ومن أهمها:
– مدة استيراد رأس المال.
– معدل العائد على الاستثمار.
– نقطة التعادل الحرج.
– معدل الربحية/ معدل العائد البسيط.
– صافي القيمة الحالية ومعدل القيمة الحالية.
– معدل المردود الداخلي IRR.
وهنا ينوه بأنه عندما يتم البدء بإنجازدراسات الجدوى للمشروع الاستثماري المستهدف لابدّ من تقدير فجوة الطلب التسويقية التي يُبنى عليها تقديرالإيرادات السنوية المتوقعة، مع دراسة جميع بنود المزيج التسويقي من (المنتج- الخدمة- الأسعار- الزبائن- المنافسين- الترويج- التوزيع)، بالإضافة لتحليل التخطيط الاستراتيجي SWOT.
ومروراً بالدراسة الفنية التي تتضمن الدراسة التشغيلية/ الهندسية والقانونية والتنظيمية والإدارية إلى أن يتم الوصول إلى الدراسة المالية التي هي (بيت القصيد)، من خلال تقديرهيكل تمويل المشروع ،واختيارالرافعة المالية ،وتقدير تكاليفه الاستثمارية والتشغيلية ومن ثم تحليل مؤشراته المالية ،ولا تكتمل الدراسة من دون اختبار حساسية المشروع لظروف عدم التأكد المستقبلية، على حدّ قول الخبير الاقتصادي والتنموي.
ويعتبر خربوطلي أنه اليوم وبعد المتغيرات الكبرى التي يشهدها الاقتصاد السوري الجديد وبدء قدوم الاستثمارات الخارجية للاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة في جميع القطاعات الاقتصادية والخدمية والعقارية، لم تعد دراسة الجدوى وثيقة شكلية للموافقات الرسمية أو لتقديم ملفات القروض، بل أصبحت حاجة ملحّة لضمان الـتأكد من ربحية المشروع على المدى المستقبلي وقدرته على المنافسة الشديدة القادمة.
ويختم: دراسة الجدوى خطّة عمل تسويقية فنية ومالية عالية القيمة ولا غنى عنها مهما كانت الظروف والأحوال، إنها رؤية ليلية واسعة الطيف لمسار زمني استثماري لسوريا الجديدة.