تواجه سوريا واحدة من أخطر التحديات البيئية في تاريخها الحديث، إذ يشكل الجفاف المتزايد وأزمة المياه تهديداً مباشراً للحياة اليومية وللأمن الغذائي والصحي للمواطنين.. تراجع منسوب الأنهار، وفي مقدمتها نهر الفرات، وتقلص كميات الأمطار، وتدهور البنية التحتية للمياه كلها عوامل ساهمت في تفاقم الوضع.
إنّ هذه الأزمة ليست موسمية فحسب، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من سوء الإدارة المائية، والتغير المناخي، والاستخدام المفرط وغير الرشيد للموارد المائية، ومع دخول فصل الصيف، تصبح التحديات أكبر، وتزداد الحاجة للمياه، مقابل توفر أقل.
أمام هذا الواقع، من الضروري تبني سلوكيات واعية وفعالة في استهلاك المياه، وعلى الأفراد تقنين استخدام المياه في المنازل، خاصة في الري والغسيل، واستعمال أدوات توفير المياه، كما يجب أن تلعب وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية دوراً توعوياً مستمراً لتعزيز ثقافة الحفاظ على المياه.
وعلى صعيد السياسات، لا بد من تسريع مشاريع تحلية المياه، وصيانة شبكات التوزيع المهترئة، وتشجيع الزراعة الذكية التي تستهلك كميات أقل من المياه، فالمستقبل المائي لسوريا لم يعد ترفاً، بل قضية وجود تتطلب تعاوناً مجتمعياً وحكومياً عاجلاً.
الجفاف لا ينتظر، فلنتحرك قبل أن يصبح الماء رفاهية نبحث عنها ولا نجدها.