الثورة:
كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية المكلّفة بملف النازحين السوريين، حنين السيد، أن لبنان يشهد حركة عودة متنامية للنازحين السوريين، مرجحة أن تتراوح أعداد العائدين بين 200 ألف و400 ألف شخص قبل نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن هذه العودة تتم وفق خطّة متكاملة وضعتها الحكومة اللبنانية تمهيداً لتنفيذها بعد نيل الموافقة الرسمية من مجلس الوزراء.
وأوضحت السيد، في حديثها لموقع قناة “العربية الحدث”، أن الحكومة اللبنانية أعدّت خطّة شاملة لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، لكنّها لا تزال بانتظار إقرارها الرسمي للمباشرة بتنفيذها، مؤكدة أن العمل جارٍ لتهيئة الأرضية المناسبة لتنفيذ الخطّة بطريقة منظمة وبالتنسيق مع سائرالوزارات المعنية، لضمان عودة تدريجية وآمنة للسوريين.
ورجّحت الوزيرة اللبنانية أن تبدأ وتيرة العودة بالتصاعد مع حلول فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي، لافتة إلى أن الظروف الزراعية الموسمية في سوريا تُعد دافعاً إضافياً لعودة المزيد من العائلات، خاصة مع ظهور بعض المؤشرات على تحسن الأوضاع في الداخل السوري، ما يُشجع على استئناف العودة بوتيرة أعلى.
كما أشارت السيد إلى أن الأولوية في تنفيذ خطّة العودة ستُمنح للعائلات السورية المقيمة في المخيمات العشوائية، لا سيما في منطقة البقاع وضفاف الأنهر، نظراً لهشاشة أوضاعهم المعيشية، موضحة أن هذه الشريحة تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، مما يستدعي التحرك سريعاً لإعادتهم في أقرب وقت ممكن.
ولفتت الوزيرة إلى أن قرارالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتوقيف مساعداتها الاستشفائية في نهاية العام الجاري قد يؤدي إلى تسريع وتيرة العودة، لكنّه في الوقت ذاته يُشكّل تحدياً إضافياً على مستوى القطاع الصحي اللبناني، الذي يعاني من أعباء متزايدة ويتطلب تمويلاً ضخماً، ما يضغط على قدرة الدولة في الاستمرار بتقديم الخدمات للمقيمين واللاجئين معاً.
وكانت أكدت ليزا أبو خالد، الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان، لموقع “العربية” أن المفوضية ستتوقف كلياً عن تغطية تكاليف الاستشفاء الخاصة باللاجئين السوريين مع نهاية عام 2025، مرجعة القرار إلى الانخفاض الحاد في التمويل، ومشددة على أن القرار نهائي وجاء بعد سلسلة من التخفيضات التدريجية في برامج الصحة خلال السنوات الماضية.
وشهدت سوريا موجة نزوح كبرى نحو لبنان والدول العربية والأجنبية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، عقب استخدام نظام الأسد البائد مختلف أساليب القمع والعنف والقتل بحقّ السوريين المطالبين بالحرية والكرامة، ما أسفرعن تهجيرملايين المواطنين قسراً من مناطقهم.