“ديجت” حاضنة المشاريع الريادية للتحول الرقمي..خطوة مميزة الدكتور ورقوزق لـ”الثورة” : تحويل الأفكار الابتكارية لشركات ناشئ
الثورة – مريم إبراهيم:
باتت عبارات وشعارات التمكين والتدريب والتأهيل للشباب الجامعي والولوج لسوق العمل ، متداولة في كثير من الاجتماعات والنقاشات ، حيث الأهمية والحاجة لهذا الموضوع في المساهمة باكتساب هؤلاء الشباب المزيد من الخبرات والمعارف العملية التي تضاف لتحصيلهم العلمي والمعرفي خلال سنوات الدراسة الجامعية في طريق الوصول للهدف المستقبلي وتحقيق الأحلام والطموحات في مجالات وتخصصات عدة .
وفي هذا الإطار يتأكد دور الجامعات عبر مبادرات مختلفة وخطط جادة تحقق الغاية في التدريب والتمكين ، ولعل تسريع التحول الرقمي في ظل التغيرات والتطورات الجديدة يبدو مهماً للغاية تفرضه ميادين العمل الحديثة ، ويتم العمل على ذلك من خلال عدة مبادرات أهمها مبادرة “ديجت”، والتي تعد خطوة مميزة هي الأولى من نوعها على مستوى سوريا .
استجابة للحاجة
معاون وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور غيث ورقوزق بين في لقاء لـ” الثورة” أن مركز الابتكار الرقمي ‌”ديجت”الذي افتتح مؤخراً في منطقة كفرسوسة ، جاء استجابةً للحاجة المتزايدة للتحول الرقمي في سوريا، وهو مركز مشترك بين جامعة دمشق وهيئة التميز والإبداع ومؤسسة تيما غير الحكومية بدعم من برنامج الأمم المتحدة ، وتمويل من اليابان ، وذلك بهدف دعم الريادة الرقمية للشباب وتمكينهم ليكونوا قادرين لتحويل أفكارهم الريادية الرقمية لشركات ناشئة تدر عليهم بالنفع المالي والمادي ، وبما يحرك عجلة الاقتصاد وبشكل تنموي فاعل ، إذ إن موضوعه ضمن توجهات الجامعة لربطها فعلياً بشيءٍ مستدام، ومؤسساتي، وعملي على أرض الواقع، و بما يلبي حاجة المجتمع، والمشروع يشكل خطوة للأمام لسوريا الجديدة والمتجددة، وللشباب السوري الذي يثبت أنه قادر على إحداث التغيير بشكل سريع وبجودة عالية.
وأضاف الدكتور ورقوزق أن المركز يقدم خدمات مختلفة ، وبدأ العمل الفعلي فيه منذ يوم الافتتاح الرسمي من قبل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الاجتماعية والعمل، حيث يحتضن المشاريع الشبابية المهمة ، والمشاريع التي تتضمن أفكار ريادية ليتم تطويرها في الحاضنة ويتم تنفيذها في مخبر المشاريع، وهناك المشاريع الجاهزة والتي تحتاج لتطوير وتدريبات وورشات عمل ، ويتضمن المركز مسارح ، ويمكن الاستفادة من قاعة الاجتماعات والمدرجات في المركز لتلعب دوراً تنموياً في المنطقة بين الشباب وغير الشباب ، إضافة إلى إجراء ندوات وحوارات في مجال التطوير الرقمي وريادة الأعمال.
ويهدف المركز، إلى تمكين الشباب في مجال ريادة الأعمال التقنية، وتعزيز الابتكار الرقمي في سوريا ودعم الشركات الناشئة بحلول رقمية فعّالة وتعزيز فرص التوظيف من خلال مختبرات رقمية متطورة، وبرامج تدريب مهنية، وخدمات تطوير أعمال موجهة نحو السوق.
مشروع رائد
وأوضح الدكتور ورقوزق أن التعليم العالي، ليس فقط مزود للمعرفة بل هو حاضنة للتحول الرقمي، وسبيل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ونجاحه يتطلب تكاملاً بين السياسات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد لبناء مجتمع رقمي متكامل ، وبتعاون الجميع والشركاء نحو الاستمرار بهذا المشروع وتطويره ونقله كمشروع رائد، لينتشر ويحقق الأثر بكل الجامعات والمحافظات السورية ، فالجامعة الحديثة، أصبحت كياناً متعدد الأبعاد، تستوعب في رسالتها تنوع الاهتمامات، وتداخل القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية وغيرها من جوانب متعددة .
منصة شباب
ولفت إلى أن مركز ديجت الذي تم إنجازه خلال أربعة أشهر ليس فقط منصة للشباب ، وإنما منصة لأرباب العمل ورجال الأعمال ، ووسيلة لتحقيق التنمية الشاملة وفرصة كبيرة لسوريا لتجاوز الكثير من التحديات المرتبطة بالبنية التقليدية ، وتؤكد على ذلك وزارة الشؤون لاجتماعية والعمل ، والتي تدير عدد من مراكز تمكين الشباب المنتشرة بالمحافظات السورية بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتعمل على خلق منظومة متكاملة لاكتشاف المواهب التي تذخر بها سوريا لتساهم في بناء المؤسسات كدور هام من أدوار وتوجهات الوزارة بهذا الجانب ، إضافة لما يمكن أن تقوم به من تشبيك بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل والشركات .
آمال طموحة
ويعلق العديد من الطلاب والشباب والمختصين آمالاً كبيرة على مركز “ديجت” ، ليكون نموذجاً لمراكز أخرى، ومنصة عربية للذكاء الاصطناعي، وتأدية دوره الهام لسوريا، خاصة في المرحلة الراهنة خلال سنوات التعافي وإعادة الإعمار، وهذا يتم بالتشاركية بين الجميع مؤسسات حكومية وقطاع خاص والكوادر الشبابية والطلابية المبدعة ، بما يشكل خطوات نوعية وداعماً أساسياً للتعافي الاقتصادي ، ونقطة انطلاقٍ حقيقية للتحول الرقمي نحو مستقبل سوريا، حيث إن الشباب الأداة الأساسية في هذا التحول ، ويحتاجون الدعم والمساعدة، كون
الريادة جزءاً من التنمية المستدامة، وبالتالي هو خطوةً استراتيجية مهمة نحو تعزيز الابتكار، وريادة الأعمال، وتحويل المعرفة إلى مشاريع ذات أثر ملموس على أرض الواقع، بما يقدم الخدمة، ويواكب تحديات العصر ومتطلبات المستقبل.
وأشاد أساتذة جامعات بالمركز والأهمية المعلقة على دوره القادم، حيث يعد نموذجاً عملياً للرؤيا الحديثة للجامعات ضمن أطوار وأجيال، كما أنه يشكل خطوةً استراتيجية مهمة نحو تعزيز الابتكار، وريادة الأعمال، وتحويل المعرفة والأفكار إلى مشاريع ذات أثر ملموس على أرض الواقع، بما يخدم الوطن والمواطن، ويواكب تحديات العصر بكل أبعادها، ويمكن من خلال المركز رعاية المشاريع الريادية حسب أهميتها وتصنيفاتها، وما يمكن أن تعكس من جدوى اقتصادية ومادية تحقق الفائدة لمختلف الجهات الشريكة من حيث الكم والنوع، إضافة لما يمكن أن يقوم به القائمون على عمل المركز من أعمال متابعة، وتقييم دوري لما يطرح ويعتمد وينفذ من مشاريع، أو ما يمكن أن يتم احتضانه من المشاريع الريادية لشباب يمتلك الكثير من المعارف والأفكار والابتكار.
الشاهد والحكم
ومع كل ما يطرح حول المركز، و تمكين الشباب في ريادة الأعمال التقنية، وتعزيز الابتكار الرقمي، ودعم الشركات بحلول رقمية فعّالة، يبقى الجانب المتعلق بفرص العمل لا يقل أهمية عن أية جوانب أخرى، حيث تتأكد ضرورة تعزيز فرص التوظيف من خلال مختبرات رقمية متطورة، وبرامج تدريب مهنية، وخدمات تطوير أعمال موجهة نحو السوق، بما يلبي المتطلبات في عصر التكنولوجيا والتحول الرقمي، ويبقى ميدان عمل ونتاج المركز هو الحكم والشاهد على نجاح أهداف المركز على جميع الشركاء، لاسيما شباب الجامعات، وهم ركيزة وأمل العمل والبناء.