حالة من القلق والتوتر خيمت ومازالت على مشاعر الأهل قبل أبنائهم من طلبة شهادات التعليم الأساسي، والثانوية العامة بفروعها المختلفة، بعد تمديد الموعد المعتاد لبدء الامتحانات العامة مقارنة بالأعوام السابقة.
هذه الحيرة والتوجس من ردة فعل الابن والابنة جاءت نتيجة حالة التململ والاضطراب والنكد المتبادل بين الطلبة وذويهم واستعارها حد الغضب والتشنج واختلاط الفهم.
فالطالب الذي كان يستمر بالدراسة والمراجعة لعدة ساعات تتجاوز الخمس إن لم نقل أكثر حسب طبيعة ومزاج كل شخص قبل التأجيل، بات لايطيق الساعة أو الساعتين في المواظبة على الدراسة والمراجعة بعد التأجيل.
وبعيداً عن الظروف الطارئة والإجراءات الموجبة التي دفعت وزارة التربية إلى تأجيل الموعد لأسبوع آخر، فإن طاقة التحمل والاستعداد لأي أمر ما تبدأ بالتقلص من الذروة إلى النهايات الأخيرة، حيث لم تعد الهمة والنشاط ضمن المجال المطلوب للتهيئة القادرة على الصمود في وجه الملل والتقاعس والخوف من سطوة الشهادة التي يستنفر لأجلها المجتمع السوري كموسم امتحاني يتصدر الدرجة الأولى في سلم المشهد على صعيد البناء والمستقبل.
فتداول الأحاديث همساً وعلانية من قبل الأمهات على وجه التحديد حول الموضوع، يشي بكثير من الضغط النفسي، وقلة الحيلة ربما في إيجاد لغة تهدئة لصبر أبنائهن الذين ملوا الوقت، وأخذ النسيان يتسلل إلى مكامن حفظ المعلومات التي سهروا على حفظها وبنوا أحلامهم على فهمها. ولكن يبقى للضرورة أحكامها ضمن الظروف المتغيرة لاعتبارات عديدة.
نتمى لطلابنا النجاح والتوفيق والأمان النفسي والاجتماعي، ففي كل- تأخيرة خيرة -على قول المثل.