الثورة – رانيا حكمت صقر:
استطاع الفنان بشير بشير بموهبته وشغفه أن يمزج بين التراث والواقع الحالي من خلال توظيف الحروف وعناصر التجريد، ليخلق عملاً فنياً متكاملاً يعكس ذاكرة المكان، ويعبّر بقوة عن الروح الوطنية.
وإن إيمانه بنقل الخبرات الفنية للأجيال الناشئة ودعمه لتعليم الأطفال يؤكد أهميّة ترسيخ الفن كقوة حيويّة للتغيير والإبداع المستدام. هذا ما حدث به لصحيفة “الثورة” فمن خلال متابعتنا له، عبر تاريخ طويل من مشاركته في المعارض وعضوياته الفاعلة في الجمعيات الفنية والاتحادات، إلى جانب شهادات التقدير والتكريم التي حصل عليها من عدة دول، والتي تسلط الضوء على مكانته البارزة في الساحة الفنيّة المحليّة والدولية، كان لابد لنا من سؤاله حول الحريّة التي تنعمت بها سوريا بعد سنين من العزلة ..
يرى التشكيلي البشير أن الحريّة الفنية بعد التحرير تُظهر في انفتاح الفنان على التعبير بلا قيود فكرية ومادية ينعكس إيجابياً على جودة وعمق العمل الفني، ورسالة تشجّع على الجرأة والابتكار والاندماج مع التيارات العالمية مع الحفاظ على الهوية الثقافية الخاصة، وبالتالي الإيمان العميق بأن الفن حريّة تعبير تتخطى القيود التقليدية.
ويتابع البشير رؤيته بحصر الفن بطلاب الفنون فقط بل على الفنون أن تكون مفتوحة ومتجددة للجميع، لأن الإبداع برأيه ينبع من الإنسان في مجالات مختلفة وليس فقط الفن التشكيلي الأكاديمي.
وفي ختام حديثه أكد بشير أهمية دعم الجهات الحكومية والخاصة، وفتح المجال للابتكار والتجريب إضافة إلى تكامل التراث مع الحاضر والمستقبل فهو من أهم نقاط التطوير التي يحتاجها المشهد الفني السوري والعربي، والتركيز على الحريّة في التعبير الفني عند الأطفال وتوفير البيئة المناسبة لهم، وترسيخ ثقافة الإبداع وضمان استمراريته.