سوريا تمضي قدماً باستعادة مكانها الطبيعي ضمن منظومة المجتمع الدولي

الثورة- منهل إبراهيم:

تمضي رحلة سوريا بقوة وبخطا متسارعة، لاستعادة مكانها الطبيعي ضمن منظومة المجتمع العربي والدولي، منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قراره رفع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق، خلال زيارته للمملكة العربية السعودية أيار الماضي، ولقائه السيد الرئيس أحمد الشرع في الرياض.

وبحسب شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” فقد اكتسب قرار ترامب، الذي لقي استحساناً سورياً وعربياً وحتى دولياً واسع النطاق، زخماً متزايداً منذ تاريخ الإعلان عنه، ففي 23 حزيران نشر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وثيقة رسمية على الانترنت، تلغي تصنيف “هيئة تحرير الشام” في سوريا، منظمة إرهابية أجنبية، ودخلت الوثيقة حيّز التنفيذ يوم 8 تموز الجاري.

وتلفت شبكة “بي بي سي” إلى أنه في 30 حزيران وقع الرئيس ترامب أمراً تنفيذياً ألغى بموجبه برنامج العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وبذلك انتهت عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي، وفُتحت أمامها أبواب التعاون الدولي لإعادة الإعمار وبناء الاقتصاد من جديد، تاركة وراءها سنوات شهدت خلالها حرباً ضروساً.

ووصف الرئيس الأميركي قراره التنفيذي هذا بأنه “خطوة تدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية”، مؤكداً على دعم بلاده لسوريا موحدة ومستقرة تعيش في سلام مع جيرانها.

وأكدت “بي بي سي” أنه وبهذا القرار تتبين ملامح استراتيجية الرئيس ترامب في المنطقة العربية، التي تدعم سوريا الجديدة، وتؤسس لعلاقات ومصالح جديدة وطبيعية في المنطقة.

وأوضحت “بي بي سي” أن واشنطن تهدف أيضاً، من خلال انفتاحها على الرئيس السوري أحمد الشرع وحكومته، إلى استقرار البلاد سياسياً واقتصادياً، وقطع الطريق على كل احتمالات عودة الفوضى إليها، استجابة لمصالح شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

ويتوافق هذا الهدف مع الرؤية التركية والسعودية، اللتين تسعيان إلى إعادة إدماج سوريا في الاقتصاد الإقليمي وضمان الاستقرار الأمني في المنطقة، والاستفادة مما سيدرّه من فوائد وفرص استثمارية وتنموية على سوريا وتركيا ودول الخليج عموماً.

وأشارت الشبكة الإخبارية البريطانية إلى أن “الانفتاح الأميركي على سوريا وضعت واشنطن له محفزات وضوابط”، وأكدت الإدارة الأميركية أن سوريا تواصل الوفاء بالتزاماتها لبناء مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً للسوريين وتعزيز الأمن في المنطقة.

وقالت “بي بي سي”: إن مسألة التطبيع مع إسرائيل لا تزال تثير حساسيات في سوريا، رسمياً وشعبياً، وإن كانت عملية الحوار بين الاحتلال الإسرائيلي ودمشق قد بدأت برعاية أميركية، وهذا ما كشف عنه المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك الذي أكد خلال مؤتمر صحفي، في بيروت مطلع الأسبوع الجاري، “بدء الحوار بين دمشق وإسرائيل”.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين بارزين: إن المحادثات بين سوريا وإسرائيل تجري بوساطة إقليمية ودولية، وتركز على التوصل إلى اتفاق أمني وليس معاهدة سلام.

ولفتت “بي بي سي” إلى “ترجيح كفة أن يوافق الرئيس السوري أحمد الشرع على توقيع اتفاق أمني وليس اتفاقية سلام مع إسرائيل أو التطبيع معها دون انسحاب كامل من هضبة الجولان المحتلة، وقد يصطدم مطلب الانسحاب هذا برفض إسرائيلي يحول دون التوصل إلى تفاهم نهائي بين الجانبين”.

وتشير “بي بي سي” إلى أن “الرئيس ترامب يسعى إلى ضمّ سوريا إلى ما يسمى بالاتفاقيات الإبراهيمية، حتى يرفع من فرصه في الظفر بجائزة نوبل للسلام، لكنه يدرك أن إدارة الرئيس الشرع لن تقدم على تلك الخطوة في الوقت الراهن وستسعى فقط إلى تثبيت اتفاق فضّ الاشتباك عام 1974 بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي”.

ومع تصعيد الانتهاكات والتوغلات الإسرائيلية في الجنوب السوري، تسير القيادة السورية الجديدة بخطا ثابتة ومتسارعة على طريق العودة الصحيحة لمحيطها العالمي والعربي بعيداً عن الحروب والصراعات.

وتعوّل دمشق على الدور العربي للتوصل إلى اتفاق يحفظ السيادة السورية، كونها وضعت ملف السلام في إطاره العربي، وتأمل في أن تمارس الولايات المتحدة والدول الغربية دوراً في الضغط على الاحتلال لوقف الاعتداءات، في إطار رغبتها في دعم الاستقرار بسوريا.

وتؤكد دمشق أن الأولوية في الوقت الحالي بوقف الهجمات الإسرائيلية والانتهاكات ضدّ الأراضي السورية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى الوضع الذي كانت عليه قبل سقوط النظام المخلوع، وضمان عدم تدخل الاحتلال الإسرائيلي في شؤون سوريا الداخلية.

آخر الأخبار
بداية مطمئنة للثانوية العامة: أسئلة الفيزياء والفلسفة ضمن المتوقَّع  فريق فكرة في ندائه.. أغيثوا غطاءنا النباتي   استصلاح الأراضي المحروقة ومن ثم تحريجها مسؤولية وطنية لإعادة التشجير    واشنطن تؤكد دعمها لحكومة الشرع وترفض الفيدرالية: "لا مكان لدولة داخل دولة" فرنسا والآغا خان يوقعان إعلان نوايا لدعم الانتقال السلمي في سوريا    عاداتنا الاجتماعية بين الأصالة والعبء.. آن أوان التغيير؟    عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات