بعد ترحيب دمشق ونصائح واشنطن.. هل تعيد “قسد” مقارباتها الوطنية؟

الثورة – عبد الحليم سعود:

يبدو أن قسد” استمعت إلى نصيحة المبعوث الأميركي إلى سورية توماس باراك للتوجه إلى دمشق مجدداً، بعد أشهر من توقيع اتفاق لم تحترم بنوده، أو أنها أدركت بأن طموحات وأحلام التقسيم والفدرلة التي راودت بعض مسؤوليها لفترة من الزمن لم تعد ممكنة في ظل التطورات الجيوسياسية التي شهدتها وتشهدها المنطقة.

وكانت الحكومة أكدت ترحيبها بأيّ مسار مع “قسد” من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد، وجددت بحسب بيان لها أمس نقلته وكالة سانا، تمسكها الثابت بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، مشددة على رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة.

فسوريا وطن لا يقبل القسمة ولا يحتمل المشاريع الفئوية الضيقة، ولا يتحمل المغامرات غير المحسوبة والمبنية بالأساس على الاستقواء بالخارج والتدخل الأجنبي.

فالجهة التي لطالما عولت عليها “قسد” في مشروعها الانفصالي طوال سنوات الحرب- أي الولايات المتحدة الأميركيةـ  قد راجعت سياساتها وأصلحتها في عهد الرئيس دونالد ترامب، وتصريحات باراك القوية والواضحة والتي لا لبس فيها تؤكد الدعم الأميركي الصريح، لوحدة سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وعلماً وسلطة وحكومة، وعلى “قسد” وغيرها من الحالمين بأوطان بديلة أو مشاريع غريبة أن يدركوا أن دمشق بما تعنيه تاريخياً هي الأساس الراسخ لقيام دولة سوريا من جديد.

الخطوة الإيجابية التي خطتها “قسد” لاقت حماساً وترحيبا جدياً من دمشق الساعية لبلسمة الجراح ورأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الصف، لأن المطلوب من السوريين عمله في الفترة القادمة كبير جداً وعلى الصعد كافة، فالإرث الثقيل من المشكلات والأزمات والمعاناة الذي تركه النظام المخلوع، يحتاج إلى جهود جميع السوريين بلا استثناء، ويقتضي الزج بكل الطاقات المتوفرة ولا سيما البشرية والاقتصادية، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل ما تعنيه الجزيرة السورية، بالنسبة للوطن سواء بإمكاناتها الاقتصادية من مياه ونفط وغاز وقمح أو بمكوناتها وقواها البشرية المتعددة من عرب وكرد وآشور وغيرهم.

ولأن الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية الجامعة، لكل أبناء الوطن فإن انضمام مقاتلي “قسد”  إلى صفوفه بما يحملونه من انتماء وطني وخبرة في قتال تنظيم داعش الإرهابي، يشكل قوة إضافية لهذا الجيش بالنظر إلى التحديات التي يواجهها داخلياً وخارجياً.

وكون سوريا بحاجة ماسة لاستكمال جهود إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن كافة، ولاسيما في منطقة الجزيرة السورية، حيث ما زال تنظيم داعش يشكل خطراً على الجميع، وبالتالي فإن التأخير في تنفيذ الاتفاقات بين دمشق و”قسد”  سيعوق هذه الجهود وقد يعقدها أصلاً، ولذلك فإن المصلحة الوطنية تقتضي السير سريعاً في جهود ترسيخ الوحدة الوطنية، وتفويت الفرصة على كل من لديه مشاريع أو أجندات خاصة.

وتعد عودة مؤسسات الدولة الرسمية إلى شمال شرق البلاد، ومواصلة أنشطتها الخدمية والصحية والتعليمية والسهر على راحة المجتمع، تعد ضرورة وطنية كونها تخدم منطقة حيوية من البلاد.
لقد أثبتت سنوات الحرب الطويلة عقم وعدمية الحلول الفردية، وعبثية الانخراط في أجندات ومشاريع أجنبية، كما كان يفعل النظام المخلوع الذي استقوى على شعبه بدول وقوى خارجية، ولكنه سقط في النهاية، لأن هذا الاستقواء هو ضد منطق التاريخ، فلا شيء يحصن الأوطان سوى أبناءها الموحدين في قرارهم الحر وإرادتهم الوطنية الجامعة، وينبغي أن يعي الجميع هذه الحقيقة، لأن تجريب المجرب هو ضرب من العبث وإضاعة الوقت.

وأكد المبعوث الأميركي توماس باراك أنه يجب على “قسد” أن تدرك سريعاً أن سوريا دولة واحدة، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول التركية: “إن المفاوضات نحو سوريا واحدة يجب أن تتحرك بوتيرة أسرع وبمرونة أكبر”، موضحاً أنه “لا يمكنك أن تمتلك، داخل دولة مستقلة، كياناً منفصلاً أو غير وطني.. يجب علينا جميعاً أن نقدم بعض التنازلات للوصول إلى تلك النتيجة النهائية: أمة واحدة، شعب واحد، جيش واحد، وسوريا واحدة”.

ما من شك أن البناء على هذه الأفكار الجيدة سيعطي زخماً قوياً للمحادثات في دمشق بين الحكومة السورية و”قسد” من أجل إنجاز اتفاق حقيقي يليق بالسوريين، وما من شك أن الرعاية الأميركية والدعم الأميركي لهذا الاتفاق سيجعله قوياً، وهذا ما يطمح إليه كل أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين.

آخر الأخبار
بداية مطمئنة للثانوية العامة: أسئلة الفيزياء والفلسفة ضمن المتوقَّع  فريق فكرة في ندائه.. أغيثوا غطاءنا النباتي   استصلاح الأراضي المحروقة ومن ثم تحريجها مسؤولية وطنية لإعادة التشجير    واشنطن تؤكد دعمها لحكومة الشرع وترفض الفيدرالية: "لا مكان لدولة داخل دولة" فرنسا والآغا خان يوقعان إعلان نوايا لدعم الانتقال السلمي في سوريا    عاداتنا الاجتماعية بين الأصالة والعبء.. آن أوان التغيير؟    عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات