الثورة :
رحّبت مبعوثة المملكة المتحدة إلى سوريا، آنا سنو، بإعلان وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، واعتبرته خطوة إيجابية نحو التهدئة، مطالبة جميع الأطراف بالالتزام به بشكل كامل.
وقالت سنو، في منشور لها على منصة “إكس”، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمر مرحّب به، مشيدة بالمواقف والتصريحات التي أعلنت دعمها لهذه الخطوة. وأضافت أن التزام الرئاسة السورية بحماية كافة السوريين ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات يعد أمراً بالغ الأهمية، مشددة على ضرورة إنهاء دوامة العنف وضمان تنفيذ الاتفاق على الأرض.
وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان رئاسة الجمهورية العربية السورية، صباح اليوم، عن وقف شامل وفوري لإطلاق النار في محافظة السويداء، ودعوتها لجميع الأطراف إلى احترام القرار ومنع تجدد الاشتباكات.
وكان رئيس الجمهورية، أحمد الشرع، قد أكّد في كلمة له أن الأحداث الدامية التي شهدتها السويداء مؤخراً شكلت نقطة تحول خطيرة في المسار الأمني والسياسي، محذراً من أن الوضع كان على وشك الانفلات لولا تدخل الدولة الحاسم لاحتواء التصعيد وفرض التهدئة.
وأوضح الشرع أن الحكومة السورية تمكنت من ضبط الأوضاع رغم تعقيدها، لكن التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي استهدف الجنوب ومواقع حكومية في دمشق، أدخل البلاد في مرحلة خطيرة، ما استدعى تحركاً دبلوماسياً فورياً من قبل واشنطن وعدد من الدول العربية لتطويق الأزمة.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تفاقم الوضع الأمني في السويداء، بعد انسحاب مؤسسات الدولة من بعض المناطق في محاولة لاحتواء التوتر، وهو ما استغلته مجموعات مسلحة خارجة عن القانون لتنفيذ هجمات انتقامية استهدفت عشائر البدو، شملت حرق منازل وتهجيراً قسرياً لعائلات بأكملها، بحسب ما أكدته مصادر رسمية ومحلية.
وقد أثار تصاعد العنف ردود فعل إقليمية ودولية، حيث أكد الرئيس الشرع في بيان لاحق أن الدولة ملتزمة بملاحقة كل المتورطين في الانتهاكات، وتطبيق القانون على كامل الأراضي السورية، في حين أدانت عدة دول عربية، إلى جانب تركيا، تلك الاعتداءات، مجددة دعمها لوحدة سوريا واستقرارها، ومحذّرة من مخاطر استمرار الفوضى في الجنوب.