الثورة- منهل إبراهيم:
تدرك القيادة السورية أن الأمن والاستقرار عماد التقدم المنشود، والعملية السياسية في سوريا ينبغي أن تلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم جميعاً، وأن تمكنهم من تحديد مستقبلهم بسلام واستقلالية، وسلوكيات الحكومة السورية تجاه ماحدث في محافظة السويداء عبر السعي إلى احتواء الموقف ولجم التصعيد، ولملمة الجراح دليل واضح على حرص الدولة تأمين السلم الأهلي والمجتمعي.
فسوريا اليوم تواجه تحديات المرحلة بكل تعقيداتها، لكن أكثر ماعقد المشهد السوري هي ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعتبرها دمشق بأنها ليست سوى امتداد لسياسات ممنهجة ترمي إلى تقويض استقرار البلاد وجرها إلى ساحة صراع مفتوحة.
وكان المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك نبه خلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن لبحث التطورات في سوريا، إلى أن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وخصوصاً الأخيرة تهدف بشكل مباشر إلى عرقلة جهود الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار واحتواء التوترات الداخلية بالنهج الوطني.
وفي هذا السياق أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري أن سوريا تواجه تحديات تعرض مسيرتها نحو انتقال سياسي سلمي، موثوق.
وأشار المسؤول الأممي أيضاً إلى تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية على الأراضي السورية، وقال: “بالإضافة إلى انتهاك سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تقوض أفعال إسرائيل الجهود المبذولة لبناء سوريا جديدة تعيش بسلام مع نفسها ومع المنطقة، وتزيد من زعزعة استقرارها في وقت حساس”.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة التزام إسرائيل ببنود اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 للحفاظ على وقف إطلاق النار مع سوريا، والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من تقويضه وتقويض استقرار الجولان المحتل، بحسب وصفه.
ولفت المسؤول الأممي إلى أنه “لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا ما بعد نظام الأسد، إلا من خلال مصالحة حقيقية وبمشاركة جميع مكونات المجتمع السوري المتنوع، وقال: “أحث جميع الأطراف السورية المعنية على الالتزام بالحوار”.
وكانت القيادة السورية منذ البداية حريصة على وقف تدهور الأوضاع في السويداء وتدخلت لفض الاشتباك وحماية المدنيين وفرض الأمن والاستقرار واحتواء التوترات، إلا أن الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على السويداء ودرعا ودمشق فاقمت الوضع المتوتر.
واشارت العديد من وسائل الإعلام الغربية والعربية إلى أن الحكومة السورية بادرت بالاستجابة السريعة للتوترات التي اندلعت في السويداء وتدخلت لفض الاشتباك وحماية جميع المدنيين دون تمييز وفرض الأمن والأمان، إلا أن الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة قوضت جهود الحكومة السورية وفاقمت الأوضاع وزادت من حجم الخراب والفوضى الداخلية والتوترات وصعدت من حدتها.
وكان كلام السيد الرئيس أحمد الشرع واضحا للجميع أن الدولة السورية لن تتردد في أداء واجبها تجاه جميع مواطنيها دون تمييز.
سوريا اليوم مصرة أكثر من أي وقت مضى، لاسيما في ظل التحديات المتراكمة الناجمة عن الفوضى وحالة انفلات السلاح التي خلفها النظام البائد، في مواصلة جهودها الحثيثة لبسط سيادة القانون على كامل الجغرافيا الوطنية السورية، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، وهي عاقدة العزم على التقدم للأمام وعدم العودة إلى الوراء مهما عظمت التحديات، ومهما تربص المتربصون.
وكانت عشر دول عربية، إلى جانب تركيا، قد أصدرت بياناً مشتركاً الخميس الماضي، جددت فيه دعمها لوحدة سوريا وسيادتها، ورفضها التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية.
وعقب مناقشات مكثفة على مدار اليومين الماضيين حول التطورات في سوريا، أصدر وزراء خارجية مصر، والأردن، ولبنان، والعراق، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وعُمان، وقطر، والكويت، بالإضافة إلى تركيا، بياناً رحبوا فيه أيضاً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء.
وأدان البيان الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة إعمار البلاد.
