الثورة – فؤاد مسعد:
كثيرة هي المفاهيم التي تشكل في أحد أوجهها عموداً فقرياً ضمن المجتمع، إلا أن الانتماء للأرض والتجذر فيها وحبّ الوطن والحفاظ على الهوية الجامعة، تبقى هي المفاهيم الأسمى التي تسير في العروق وتكون كالروح في الجسد.
حول أهمية ثقافة الانتماء والتجذر بالأرض تحدث المايسترو مهدي المهدي لصحيفة الثورة قائلاً:
“الانتماء الحقيقي لا يصنع في وقت محدد، وإنما هو حالة متجذرة لدى الإنسان السوري منذ بدء الخليقة وحتى أثناء تعاقب الفترات والعصور والحضارات والأمم على هذه الأرض، لقد مرت هذه المنطقة بالكثير من الأزمات والحروب والكوارث وتجاوزتها بفضل حب الإنسان السوري للحياة وانتمائه لأرضه، وهنا في هذه الأزمات يبرز الانتماء الحقيقي وحب الأرض ويتجسد بحماية المكان والحفاظ على الثقافة والهوية”.
ويتابع: “نذكر عندما حدث الزلزال في سوريا كيف توافد الناس من مدينة إلى أُخرى للمساعدة، وهنا شعرنا بسوريتنا الحقيقية، وعندما انتصرت الثورة السورية أيضاً شعرنا أننا كسوريين قلب واحد ويد واحدة، لكن يبقى هناك بعض من لا يريدون للسوريين أن يكونوا قلباً واحداً ويحاولون التفرقة بين أبناء الشعب الواحد، إلا أن محاولاتهم تلك تبوء بالفشل، وسنبقى كسوريين قلباً واحداً دائماً”.
ويشير إلى أنه كدمشقي يحب كل مدينة سورية كما يحب دمشق تماماً، مؤكداً أنه ابن دمشق، وحمص، وحلب، وحماة، وطرطوس، واللاذقية، ودرعا، والسويداء، والرقة، والحسكة، والقامشلي، ودير الزور، والقنيطرة، “السوريون كلهم إخوتي وأخواتي في الإنسانية وفي الوطن”.
أما عن دور المثقف والمبدع اليوم، فيقول: “يأتي دورنا كفنانين في مخاطبة السوريين والتأكيد على الاتحاد وعدم التفرقة، والحث على الانتماء والتجذر، فعندما نقدم موسيقانا نقدمها كموسيقا وفن سوري جامع لكل السوريين، فليكن خطابنا فنياً وثقافياً وموسيقياً.. فالموسيقا قادرة على توحيد الناس لأنها لغة العالم ولأنها تجسيد للجمال”.