ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
انشغلت وكالات الأنباء والصحف في العالم بتصريح وزير الخارجية الأمريكي في مقابلته مع شبكة «سي بي إس» الإخبارية وإقراره بالتفاوض مع الرئيس الأسد في النهاية…
هي ليست زلة لسان فزلات لسان وزير الخارجية الأمريكية أقل من باقي زلات لسان الساسة الأمريكيين الحاليين.
فإذا كان ما يقوله جدياً يفترض أن يكون له مفاعيل، فالتفاوض مع الرئيس الأسد كما نفهمه نحن السوريين هو التفاوض مع الدولة السورية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.
فالرئيس الأسد هو رمز الوطن ورمز سيادته وكبريائه ومن اراد التفاوض عليه أن يكون صادقاً فيما يفعل كما أن يكون صادقاً في كلامه، أي أن يتطابق القول مع الفعل، وبالتالي فإن على الإدارة الأمريكية أن تقر بجدوى السعي إلى التعاون لإنضاج الحل السياسي في سورية والذي تعمل عليه روسيا الاتحادية حالياً وأن يوعز إلى مرتزقته بالكف عن دعم الإرهاب، وأن يكف هو نفسه كحكومة أمريكية عن دعم الإرهاب وتدريب الإرهابيين وأن يكون شريكاً في صنع السلام في سورية وليكفوا عن تدمير مقدرات الدولة السورية والتراجع عن الحصار الجائر على الشعب السوري طيلة أربع سنوات لم نرَ فيها من الولايات المتحدة إلا الأفعال الإجرامية ودعم الإرهاب وتغذيته وفعل كل ما من شأنه تقويض أركان الدولة السورية لصالح المشروع التهديمي والتقسيمي الوهابي والذي يصب في مصلحة إسرائيل وحلفائها في المنطقة وعلى رأسهم الدول الخليجية صاحبة الرقم القياسي في دعم الإرهاب والتحالف المجاني مع العدو الصهيوني ضد الدول العربية وعلى رأسها الدول المقاومة للمشروع الصهيوني (سورية والعراق).
فإذا كان الكلام جاداً عليهم أن يبدؤوا بوضع مفاعيله قيد التنفيذ وإلا لن يكون ذلك إلا محاولة أخرى من الإدارة الأمريكية للكذب على شعبهم قبل الكذب على الشعوب الأخرى…