في سوريا، ومع تزايد استخدام المنصات الرقمية، وغياب التثقيف التقني الكافي، أصبح المواطن في مواجهة مفتوحة مع مخاطر رقمية قد لا يدرك حجمها، مكالمات دولية وهمية، روابط مجهولة، صفحات مزيفة، تطبيقات خبيثة، كلها أدوات حديثة لابتزاز الضحايا أو سرقة بياناتهم أو التلاعب برأيهم.
وهنا يأتي دور “الوعي الرقمي” كخط الدفاع الأول في تحصين العقول ضد محاولات الاختراق والتضليل.. والحل يبدأ من إدماج التوعية الرقمية في المناهج التربوية، بحيث يتعلّم الأطفال منذ الصغر كيف يحمون بياناتهم ويتعاملون بحذر مع العالم الرقمي.
ويجب أن تُطلق حملات إعلامية دورية، يشارك فيها الإعلام ومواقع التواصل الرسمية، لشرح أساليب الاحتيال الرقمي بلغة مبسطة وقريبة من الناس.
كما أن تدريب الموظفين في القطاعين العام والخاص على مفاهيم الأمن السيبراني أمر بات ضرورياً، خاصة في المؤسسات الخدمية التي تتعامل مع بيانات المواطنين.
إن سلامة المجتمع الرقمي لا تُبنى بالخوف، بل بالمعرفة.. فلتكن كل نقرة محسوبة، وكل رد محسوب، لأن المعركة الآن تدار بصمت، خلف الشاشات، ولكن آثارها قد تكون صاخبة إن لم نكن مستعدين.