ثورة أون لاين- منهل إبراهيم:
تطورات درامية تشق طريقها بقوة على مسرح الأحداث في المنطقة، ومع هذه التطورات يتخلى الغرب عن التخيل أو الحلم بإسقاط المنطقة ككل انطلاقا من سورية.. لأن إسقاط سورية بالنسبة لمن يراودهم هذا الحلم البعيد من غرب وعرب هو بمثابة إعلان نهاية للمنطقة برمتها ونعي للاستقرار إلى غير رجعة.
الحديث الأمريكي مؤخرا عن استبعاد الحل العسكري في سورية، وحتمية التحاور مع الدولة السورية لم يكن عفوياً ولا زلة لسان، ولكنها أقوال قيلت بصورة جدية ، لكن الأفعال هي المطلوبة في ظل الظروف الصعبة والحاجة الملحة للتوصل لحلول سياسية سريعة، وليس الأقوال والتصريحات الطنانة دون الشروع بخطوات تنفيذية على أرض الواقع تترجم النطق الأميركي إلى فعل.
الرياح الجديدة التي تهب من واشنطن، تعبر عن تغير في المزاج الأمريكي والتراجع خطوة إلى الوراء في منطقة "الشرق الأوسط" بخصوص الأزمة في سورية، والأطراف المؤثرة فيها.. لكن التعنت الأميركي واضح بخصوص نغمة تدريب "المعتدلين".. والأردن سيشارك بتدريب هؤلاء كما يقول اليوم، وحجج واشنطن وعمان هي مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي بات شماعة يعلقون عليها حربهم على المنطقة بحجة حربهم على الإرهاب الذي يمارسه التنظيم .
استراتيجيات الغرب في الحرب على الإرهاب تثبت فشلها يوما بعدي يوم في المنطقة، وكذلك استراتيجيات "داعش" وآخرها التي يسميها "السمكة في الصحراء" وهي إشارة لاستراتيجية عسكرية جديدة للتنظيم الإرهابي تتبع أسلوب حركة نوع من أنواع الزواحف اسمه "سمكة الرمال أو الصحراء"، أو كما يسميها البعض بـ"السحلية"، فسرعان ما تقع "السمكة" في المصيدة السورية أو العراقية .
الغرب ومن لحق في ركبه من دول الخليج فاشلين في استراتيجياتهم الدموية، وكذلك التنظيمات الإرهابية على مختلف مشاربها، وما يحدث اليوم في اليمن يوضح الصورة، وهي صورة خطيرة جداً من دون أدنى شك يتم فيها دعم تنظيم القاعدة بشكل غير مباشر من بعض دول الخليج، وهذا على ما يبدو يزعج أطرافاً غربية باتت تدرك خطورة اللعبة والعواقب الوخيمة من الاستمرار فيها.. لكن بعض دول الخليج مقتنعة أن دعم القاعدة هناك بشكل غير مباشر وفي أماكن أخرى بشكل علني أو غير علني سيخدم استراتيجياتها البعيدة .
السابق