ثورة أون لاين: قبل ثلاث سنوات على الأقل وفي أول لقاء جمع الوزير الروسي سيرغي لافروف ببعض الرموز والشخوص التي أصرت على خلع ألقاب المعارضة والثورة على نفسها، قال لهم الوزير الروسي بالحرف «إذا كنتم ثورة وثوار فما حاجتكم إلى الخارج»؟
بعد ثلاث سنوات من «الثورة والثوار»، وبعد ستين دولة «صديقة» للشعب السوري، وبعد مليارات الدولارات الخليجية والأميركية والتركية، وبعد جولة خليجية ربما كانت الأخيرة لرئيسها.. أغلقت الحكومة السورية «المؤقتة الثورية المعارضة» مكاتبها و»فنشت» موظفيها، وفق المصطلحات الخليجية، في تركيا، واعتذرت عن حضور لقاء موسكو 2… وقدمت التهاني لنتنياهو أمس بفوزه في الانتخابات وفق إعلان أعضاء في حزب الليكود!
تستطيع «المعارضة» أن تعلن إفلاسها المالي بأكثر من طريقة وبذريعة الفساد مثلاً أو ضغط النفقات أو تلكؤ المانحين، لكنها لا تستطيع أبداً إعلان إفلاسها السياسي لسبب بسيط.. أنها مفلسة أصلاً إلا من أولئك الذين استأجروها وراهنوا عليها مرات عديدة وخسروا وبينهم نتنياهو.. وإلا فما معنى أن «يزل» لسان جون كيري بضرورة التفاوض أخيراً مع دمشق.. وزلة اللسان أقرب إلى ما في القلب؟ وما معنى البحث الأميركي الذي لا يزال مستمراً عن معارضين معتدلين كإبر في أكوام من التطرف والإرهاب وبخمسة وسبعين مليون دولار فقط، وما معنى أن تتصاعد اعترافات الحلفاء الأوروبيين بالخطأ يوماً بعد يوم.. كمن يجلد ذاته على مذبح استدارة الحليف الأميركي الأكبر.. ومن يواسي من بين مفلسي السياسة والأجور؟
خالد الأشهب