الإنتاج المتوقع 22000 طن مدير زراعة الحسكة لـ”الثورة”: الحالة العامة لمحصول القطن جيدة
تمتلك محافظة الحسكة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية تصل إلى أكثر من مليون ونصف هكتار، تُزرع بأنواع مختلفة من المحاصيل الشتوية والصيفية، من بين هذه المحاصيل، يبرز القطن الذي يُعتبر “الذهب الأبيض”، لما له من أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لسوريا، وخصوصاً لمحافظة الحسكة التي تنتج من أجود أنواع الأقطان في العالم.
وعلى الرغم من ذلك، يواجه محصول القطن في المحافظة خلال موسم 2025 تحديات كبيرة تؤثر على مردوديته وجدواه الاقتصادية.
واقع الزراعة
“لكن رغم هذا التفاؤل، هناك العديد من العقبات التي تواجه المزارعين، ويشمل ذلك نقص البذور المحسنة التي يعتمد المزارعين غالباً على بذور مجهولة المصدر، وارتفاع أسعارها في السوق. وأشار الحسو إلى نقص اليد العاملة بسبب الهجرة الداخلية والخارجية، وارتفاع أسعار المازوت اللازم للسقاية، إضافة إلى ضعف توفر الكهرباء والديزل، موضحاً أن هناك حاجة ملحة لإنشاء محالج ومراكز حكومية لاستلام القطن في المحافظة، وتأمين مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة ومحروقات بأسعار معقولة، تترك هامش ربح مناسب للفلاح لتشجيعه على زراعة هذا المحصول.
تراجع المساحات المزروعة
وحسب توقعات مديرية الزراعة فقد قدرت إنتاج القطن في الحسكة لهذا الموسم بنحو 18500 طن، وهو رقم جيد من الناحية الفنية، لكن المزارعين أنفسهم يعبرون عن قلقهم من خسائر مالية محتملة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف الدعم الحكومي وضعف أسعار الشراء.ويواجه المزارعون مشكلة حقيقية في الحصول على مياه الري بكميات كافية، حيث وصلت كمية المازوت “المدعوم” فقط إلى 5- 7 دفعات، بينما يحتاج محصول القطن لري متكرر خلال الموسم الطويل، وهذا النقص في المحروقات يؤدي إلى تقليل ري الأراضي ما يؤثر سلباً على جودة المحصول إضافة إلى ذلك، ترتفع أسعار الأسمدة والمبيدات والمحروقات بشكل ملحوظ، مما يرفع من تكلفة الزراعة، فضلاً عن ارتفاع أجور العمالة الزراعية والحراثة، ما يجعل العملية الزراعية أقل ربحية بل وأحياناً خاسرة.
ويعاني تسويق القطن من غياب الآليات الواضحة والشفافة التي تضمن حقوق المزارعين، حيث حددت الإدارة الذاتية سعراً رسمياً للشراء بواقع 600 دولار للطن الواحد، وهو سعر اعتبره كثير من المزارعين “مجحفاً” ولا يعكس تكاليف الإنتاج الحقيقية.

وفي هذا السياق عبّر المزارعون في محافظة الحسكة عن قلقهم من الوضع الحالي لمحصول القطن، حيث بيّن المزارع أحمد العكلة أن زراعة القطن أصبحت عبئاً مضاعفاً بسبب توقف الاستلام الرسمي وارتفاع التكاليف، رغم الجهد الكبير الذي نبذله في الزراعة.
