الثورة – حوار هلال عون:
إننا صغار لكن أحلامنا كبيرة وبالكتاب نحلِّق لتحقيقها..
تابعت صحيفة الثورة مسابقات تحدي القراءة بموسمها العاشر، وباركت للطفلة الفائزة بالمسابقة على مستوى سوريا ناردين فادي جرجس عيسى، وأجرتْ حواراً شائقاً معها، ومع مدرِّبتها الأستاذة شذا صباغ.
تحدّثتْ ناردين عن موهبتها، وكيف بدأتْ قائلة: “كانت همسة صغيرة بداخلي كبرتْ مع كلّ كتاب قرأتُه، ومع كلّ بيت شعر ردَّدْتُه”.. “بدأتُ حين أدركتُ أن القراءة ليست هواية، بل أسلوب حياة، بدأتُ بكتاب أتاني هديةً، وانطلقتْ رحلتي، فسَنَدَتْني أمي، ودعمني أبي”.
ناردين أرجعتْ الفضلَ لعائلتها الصغيرة، ثم لعائلتها الكبيرة، ولمركز التعليم الذي كان أوّلَ منصة وقفتْ عليها أمام الجمهور بتشجيع لها وإيمان بموهبتها من “الأب اسكندر الترك”.
أما في عالم التحدي فكانت الأستاذة شذا صباغ هي الداعم الأول لها”.
سفيرة للكلمة
وعن طموحاتها، ومشروعها القادم، والجوائز التي تطمح إلى تحقيقها، قالت: طموحي أن أكون سفيرة للكلمة، وأن أصل إلى كلّ طفل فَقَد إيمانه بنفسه، وأُخبره أن القراءة تعيد تشكيل الروح.
ومشروعي القادم هو أن أترك أثراً جميلاً بقلب كلّ طفل.. إننا صغار، لكن أحلامنا كبيرة، وبالكتاب نحلِّق لتحقيقها.. أما الجائزة التي أطمح إلى تحقيقها فهي أن أرى أمةً عربيةً تقرأ من القلب، وتكتب من العقل، وتنهض بالحبر لا بالدم.
وعما إذا كانت ترغب بتوجيه كلمة- عبر صحيفة الثورة- إلى أطفال سوريا، قالت: إلى كلّ طفل سوري أقول: نحن لسنا ضحايا حرب.. نحن أبطال لأننا تحدّيناها.. ربما لم نولد في ظروف عادلة، لكننا نخلق الفرص بالحبّ والقراءة والإرادة.
وتابعت: اقرأ لتنجو، اقرأ لتكبر، اقرأ لتكون أنت، رغم كلّ شيء.
شكر وتقدير
وختمت ناردين حديثها بتوجيه الشكر لراعي هذه المسابقة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولكلّ القائمين على هذه المبادرة، وأقول لهم: أنتم لم تطلقوا مسابقة، أنتم أطلقتم ثورة حبّ للكلمة.
أنتم لا تصنعون قرّاء فقط، بل تصنعون أجيالاً لا تخاف من السؤال ولا تملّ من البحث.. أنا ممتنة من القلب لكلّ من آمن بطفل عربي يحمل كتاباً بدلاً من أن يحمل شيئاً آخر..
هذا التحدي علّمني أن الصوت الصغير قد يعبُر الحدود حين يكون صادقاً ومليئاً بالمعرفة.
منسقة ومدربة
مدرِّبةَ الطفلة الفائزة بتحدي القراءة ناردين عيسى، الأستاذة شذا الوليد الصباغ، قالت: منذ الموسم السادس كنتُ حاضرة كمتطوعة لتدريب فريق حماة، وتابعتُ ذلك بعد تعييني في الموسم السابع منسّقة لمحافظة حماة، واستمرّ ذلك حتى الموسم الثامن، ورغم اعتذاري عن تنسيق المحافظة للموسم التاسع، إلا أنني تابعت التدريب مع كلّ من قصدني من المشاركين، وذلك وفق خطّة تدريبية مدروسة وضعتها بالتنسيق مع المنسق العام لسوريا الأستاذة نورزياد القاضي، وذلك وفق خطّة تدريبية مدروسة وضعتُها لتتوافق مع متطلبات مصفوفة التحكيم للمتسابقين، تشمل لغة الجسد والمحتوى المقروء، ومناقشة المشاركين، والتركيز على الفكر الناقد، وتطوير المهارات الإبداعية للمشاركين، والاستفادة من المخزون اللغوي المكتسب من خلال المقروء، إلى أن كُلِّفت أواخر الشهر الرابع كمنسقة ومدرّبة للعشرة الأوائل على مستوى سوريا، وهنا أصبحت المدرب الرسمي المساهم في تدريب الفرق السورية عبر مجموعات تتعلق بكلّ محافظة، تشاركنا فيها المنسقة العامة.
القراءة منهج حياة
وأضافت الصباغ: بدأت علاقتي بناردين منذ ثلاث سنوات، لكنّها اقتصرت على بعض التوجيهات البسيطة، وذلك قبل أيام قليلة من التصفيات، إذ لم يحالفها الحظ في الموسم السابع، فبدأتُ معها منذ أول الموسم الثامن بتنسيق مع الأهل، وهم ركيزتها الأولى والمدرب الداعم الأقوى لها، وبدأنا الرحلة، إلى أن مثّلتْ مع تسعة من المشاركين فريق حماة في الموسم الثامن في دمشق، ولكن لم يحالفها الحظ ، لتكمل معي في هذا الموسم بعزيمة وإصرارأكبر، بل قامت بمضاعفة الكتب المقروءة، وتمّ التركيز على التنوع المكتبي للكتب، بالإضافة إلى جودة المقروء، فتجاوزت ناردين- رغم صغر سنها- المستوى الفكري للمحتوى المقروء، وكان ذلك واضحاً من خلال نوعية وجودة الكتب والقصص العالمية المختارة.
وما ميز ناردين هو التوهج الفكري لديها وسرعة البديهة، والالتزام بالتعليمات ومسارالتدريب، وهو أنها جعلت القراءة منهج حياة، معتمدة فهم المقروء وليس حفظه، ومناقشة كلّ ما يُقرأ، وذلك بالتنسيق مع والدتها.
وبعد إجراء المقابلات في دمشق توقعتُ فوز ناردين بمرتبة متقدّمة، وفعلاً فازت بطلتنا بلقب بطلة تحدي القراءة للموسم التاسع، والحمد والشكر لله.