الثورة – أنور الجرادات:
ينتظر الشارع الكروي انعقاد الجمعية العمومية، وما ستسفر عنها من قرارات مصيرية للدوري السوري وروزنامة كرتنا، ومن ثم انتخابات اتحاد الكرة، ليبدأ مركب مسابقاتنا الكروية بالسير، ورغم أن هذا الأمر قد يأخذ وقتاً، قد يصل إلى أكثر من أربعين يوماً، إلا أن هناك بعض الأسماء التي بدأت بطرح اسمها ورغبتها باعتلاء رأس الهرم الكروي، وإن كان معظمها لم يعلن ذلك بالعلن.
هذه المرة ليست ككل مرة، هكذا يمكننا وصف حال أندية دوري الدرجة الممتازة، التي تنظر للصراع الدائر بين المرشحين لمجلس إدارة اتحاد الكرة بحالة من «القلق» لاسيما أن أغلبها يسعى لخطب ودّها، تارة بالإعلان عن تخصيص دعم خاص وضخم لها، وأخرى بالوعود الكثيرة، حال رأت أفكاره النور، وربما ينجح في العراك الانتخابي التنافسي الذي بدأ من الآن.
وعود
يعلم الجميع، بأن أندية الممتاز، تمتلك أكثر من نصف الأصوات الإجمالية، ضمن الجمعية العمومية للاتحاد، مما يجعلها بمثابة ( رمانة ميزان ) في العملية الانتخابية، والكتلة المؤثرة في الانتخابات، لكن.. هل ترى أندية الممتاز نفسها بالفعل لاعباً مؤثراً قادراً على التغيير أم إن كل هذا الاهتمام المفاجئ بها، يكون عادة قبل كل انتخابات فقط ؟ حيث يتناوب على زيارتها والاهتمام بها جميع الأعضاء، وما مطالبهم الأساسية من المرشحين ومن المجلس الجديد بعدما ينجح أعضاؤه ؟ وهل تثق أندية الدرجة الممتاز في الوعود التي تتلقاها من المرشحين في الدورة الحالية، وإلى أي مدى نسبة الثقة ؟
ما بين تلك الاستفسارات وواقع الحال بالنسبة لتلك الأندية، باتت هناك بارقة أمل، في تحقيق مزيد من الاهتمام بحال تلك الأندية، التي اعترفت قياداتها بأنها تعاني أزمات لا تتوقف، والسبب قلة الدعم المالي، حيث باتت الوعود منصبة على إعادة صياغة مسابقات الهواة، والبحث عن رعاة وزيادة تسويق بطولات الممتاز بصورة غير مسبوقة، تلك الوعود جعلت مسؤولي أندية الهواة، في حالة ترقب وانتظار لما يمكن أن تسفر عنه المرحلة المقبلة، أو بالأحرى ما يمكن أن يقدم إليها من دعم مالي جديد، مما لم يقدم من أي الاتحاد السابق.
تفاؤل حذر
من جانبهم عبّر العديد من المتابعين عن تفاؤلهم في المرحلة المقبلة، بقدرة المجلس الجديد على تحقيق تطلعات الأندية ومساعدتها على تخطي العقبات التي تواجهها، وأن ذلك سيكون مختلفاً مقارنة بالاتحادات السابقة، التي لم تعمل على التخفيف من معاناة الأندية، ولم يكن لها أي تواصل معها، واقتصر تواصلها على مرحلة الانتخابات والوعود الرنانة التي أطلقها الأعضاء، وذهبت أدراج الرياح بعد الانتخابات، والجميع يعرف، وعلى دراية كاملة بمطالب أندية الهواة، وهي واضحة، وهذا بالتأكيد يتم من خلال مساعدتها مادياً، رغم أن وعود أعضاء الاتحادات سابقاً كانت كبيرة، ومنها من رصد مبالغ خيالية لمساعدتها، وزيادة فرص الاستثمار فيها، ولكن انتهى ذلك بعد زياراتهم، ولم تحقق الاتحادات السابقة الوعود التي أطلقتها، والتي كنا نأمل من خلالها تغيير حال الأندية التي بقيت على ما هي عليه، إلا من محاولات واجتهادات بعض الأعضاء في التواصل معها، وأن وعود المرشحين لا يمكن أن تنفذ، لأن ذلك يدخل في إطار الدعاية الانتخابية، وأصبحت الثقة غائبة لدى أغلب الأندية بالمرشحين، فهي تسمع وعوداً كثيرة في السابق لم ينفذ منها أي شيء! ولكن ذلك لم يمنع بعض إدارات الأندية في تأكيد ثقتها بأن الأمور ستكون مختلفة، لأن المرحلة القادمة تتطلب التغيير ليس في الأفراد، وإنما في الفكر أيضاً.