الثورة – عبير علي:
وسط أجواء مدينة المعارض.. وتحديداً في الجناح السوري بالطابق الثاني، يستقبل الزوار عبق التراث الدمشقي عبر لوحة بتوقيع الفنانة هلا حسناوي، تحمل عنوان “تفاصيل دمشقية”، ليست مجرد عمل فني بل دعوة مفتوحة لاكتشاف جمال المدينة وتاريخها الغني.
وفي حديث خاص لصحيفة الثورة، عبرت الفنانة حسناوي عن حماسها بمناسبة مشاركتها الأولى في معرض دمشق الدولي، قائلة: أنا رسامة كلاسيكية، وأشعر بالفخر لتجربتي في هذا الحدث الكبير.
وأضافت: لقد أعددت جناحاً مستقلاً يضم 18 لوحة من أعمالي تحت عنوان: “تفاصيل دمشقية”، وكانت تجربتي هنا رائعة برفقة وزير الثقافة وكوكبة من الشخصيات الفنية المهتمة.
وتتابع حديثها بشغف، قائلة: “كان هذا المعرض نافذة رائعة للعالم للتعرف على جمال الفن الدمشقي، وكان لي الشرف أن أكون جزءاً من هذه اللحظة، معبرة عن جهودها في تحسين مهاراتها، وقالت: الرسم بالنسبة لي هو موهبة، لكنني عملت بجد واجتهاد لأصل إلى هذا المستوى.
تعود بذاكرتها إلى بداياتها، إذ كانت تتلخص في تقليد اللوحات العالمية، ومع مرور الأيام، استطاعت أن تخلق لنفسها بصمة فنية مميزة، تخرج إلى البيوت الدمشقية والفنادق بدفترها وأقلامها، إذ ترسم أدق التفاصيل الداخلية من بحرات وأسقف مزخرفة، إلى الأحجار والأرضيات، وتشعر أنها تعيش في هذه البيوت التي تحمل في طياتها عبق التاريخ.
وعن إحدى لوحاتها المميزة، تقول الفنانة حسناوي: هذا هو سلسبيل مياه دمشقي يحمل اسم سلسبيل جامع الدرويشية، الذي يواجه الحريقة ويوجد حالياً، لكنني قمت بعدة تعديلات عليه ليبقى ينبض بالحياة، أزلت الحديد والبواري الصدئة، وأدخلت فيه آية قرآنية: “بسم الله الرحمن الرحيم وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ”.
كما أضفت ثلاث بحرات صغيرة تنساب منها المياه، مع الحرص على الحفاظ على تفاصيل القوس والنقوش القيشانية الموجودة على القوس والجدار، أردتُ أن أستعيد روح المكان وأعيد له حيويته، ليظل جسراً بين الماضي والحاضر.
وتؤكد الفنانة أن سوريا، بتاريخها العريق، تحتفظ بأجمل الحضارات، ولتكون لوحاتي نافذة تعكس هذا الجمال، رغم ما مرت به البلاد من حروب، وتصف فنها أنه يمثل الرسم الواقعي، مبيّنةً كيف أن لوحاتها تفتح البيوت كما تفتح القلوب لاستقبال زوارها، مقدمةً لهم لمحة عن عمق التراث السوري وروعة تفاصيله.
وفي ختام حديثها، تؤكد الفنانة حسناوي أن الفن هو وسيلتها للتواصل مع العالم، لإحياء عراقة تاريخ دمشق العريق.. “أنا أريد أن يظل الفن الدمشقي حياً، ليقدر الجميع على رؤية جمالياته وعبقه.
وتقول بخجل: ومع كل لمسة فرشاة، أسعى إلى إبراز الهوية الثقافية والتاريخية لسوريا، موفرة بذلك نافذة للزوار للتعرف على تراث غني يحتاج إلى إحيائه، وأؤمن أن الفن قادر على تجاوز الحدود وبناء جسور التفاهم والمحبة، ما يجعل كل لوحة تتحول إلى رسالة تحمل في طياتها روح دمشق الأصيلة.