الثورة – ماجدة إبراهيم
يستمر معرض دمشق الدولي بتقديم نفسه كحدث رئيسي جامع للثقافة والفن والاقتصاد، ويعكس في كلّ دورة منه روح الابتكار والتجدد في قلب الشرق الأوسط، معززاً بذلك العمق التاريخي والحضاري لسوريا.
هذا الملتقى السنوي يشكّل منصّة مهمة لعرض ملامح الإبداع السوري في مختلف المجالات، وكان لجناح وزارة الثقافة السورية حضور لافت هذا العام من خلال مشاركة غنية لمديرية الفنون الجميلة.
في حديث خاص لصحيفة “الثورة”، أكد مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة الفنان وسيم عبد الحميد، ، أهمية المشاركة التي جاءت هذا العام عبر جناح مميز يجمع كافة الاختصاصات الفنية، بإشراف مركز أحمد وليد عزت للفنون، أحد أهم المراكز التابعة للوزارة.
حضور فني متنوع وتفاعلي
ولفت مدير الفنون الجميلة إلى أن الجناح ضم عدداً من الفنانين المتميزين، من أبرزهم الخطاط أحمد كمال، مدرس الخط العربي، بالإضافة إلى الفنانين التشكيليين: سوسن محمدية، وسيم كل، إينال القائد، وراما حموي.
وقد حرص المركز من خلال هذه المشاركة على تسليط الضوء على رسالته التعليمية والتدريبية في مختلف الفنون، مثل الرسم، والخط العربي، والخزف، والنحت.
ومن أبرز الفعاليات التي شهدها الجناح، إقامة ورشات عمل تفاعلية مباشرة مع الجمهور، حيث شارك الأستاذ أحمد كمال طلابه في تقديم لوحات فنية بالخط العربي، كُتبت على القماش والورق المقوى، وجرى إهداؤها لزوار المعرض.
كما شارك فنانون من المعهد في تنفيذ رسومات مباشرة أمام الحضور، في تجربة جمعت الفن بالمتلقي بطريقة حيّة وتفاعلية.
وأوضح عبد الحميد أن مشاركة مديرية الفنون الجميلة تهدف أيضاً إلى إبراز دورالمراكزالفنية التابعة للوزارة في تنمية الحس الجمالي والفني لدى جميع فئات المجتمع.
فمن خلال هذه المراكز، يتم تدريب الفئات العمرية المختلفة، ابتداءً من سن الثامنة وحتى الثمانين عاماً، بما في ذلك مهنيون من مجالات أخرى كالطب والهندسة، ممن يسعون لتطوير مهاراتهم الفنية.
وأشارإلى أن الفنانين المشاركين في الجناح هم بمعظمهم من خريجي مراكز الوزارة مثل مركز أدهم إسماعيل ومركز أحمد وليد عزت، إلى جانب كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق والمعاهد الفنية المختلفة، ما يوضح الدورالمساند والمكمل الذي تؤديه هذه المراكز في رفد الحركة التشكيلية السورية.
فنان يومي… ولوحة يومية
من الجدير بالذكر أن جناح مديرية الفنون الجميلة يشهد يومياً مشاركة فنان مختلف يقوم بإنجاز لوحة فنية حيّة أمام الزوار، في رسالة تؤكد أن الإبداع لا يتوقف، وأن الفن التشكيلي السوري لايزال ينبض بالحياة والتجدد.
يُذكر أن المراكز الفنية المنتشرة في المحافظات، والتابعة لوزارة الثقافة، تمثل ركيزة أساسية في ترسيخ الثقافة البصرية وتعميم تعليم الفنون على نطاق واسع، عبر برامج تدريبية مرنة ومتاحة للجميع، مما يجعلها بيئة حاضنة للمواهب، وحاضنة للإبداع.