في خطوة تحمل الكثير من الأمل، يطلّ “صندوق التنمية السوري” كمبادرة وطنية رائدة تسعى إلى تحويل التحديات إلى فرص، فالصندوق لا يقتصر على كونه وعاءً لجمع التبرعات، بل يمثل منصة استراتيجية لتوجيه الموارد نحو مشاريع تنموية مستدامة، قادرة على إعادة بناء ما تهدم وتعزيز مقومات العيش الكريم.
أهمية هذه المبادرة تكمن في قدرتها على ربط الأهداف الاقتصادية بالبعد الاجتماعي، فالمساهمات التي ستتدفق من الأفراد والمؤسسات، داخل سوريا وخارجها، ستُترجم إلى بنية تحتية أكثر صلابة، وفرص عمل جديدة، ومشاريع إنتاجية تضمن دوران عجلة الاقتصاد المحلي، وبذلك، لا يعود الدعم مجرد مساعدة مؤقتة، بل استثمار طويل الأجل في مستقبل البلاد.
كما أن الصندوق يحمل بعداً معنوياً عميقاً، إذ يعزز روح التضامن والتكافل بين السوريين، ويمنح المغتربين فرصة ملموسة للمشاركة في إعادة إعمار وطنهم، فهذا التكاتف هو ما تحتاجه سوريا اليوم لتسريع خطوات التعافي وتحويل مسارها نحو الاستقرار والنمو.
إن نجاح “صندوق التنمية السوري” مرهون بالشفافية وحسن الإدارة، لكنه في جوهره رسالة واضحة: أن إرادة السوريين في البناء أقوى من آثار الحرب، وأن الاستثمار في الإنسان والمكان هو السبيل الأنجع لفتح صفحة جديدة من التنمية المستدامة.