المشاريع النسائية الصغيرة.. معركة ناعمة بين الطموح والواقع المعيشي

الثورة – ثناء أبودقن:

تمثل المشاريع النسائية الصغيرة نقطة انطلاق نحو بناء مستقبل أفضل للمرأة وأسرتها ومجتمعها، ولاسيما في المناطق التي تعاني من بطالة.

ومع توفر الإرادة والتخطيط والدعم المناسب، تستطيع المرأة أن تتحول من باحثة عن فرصة عمل إلى صانعة للفرص، ومن مستهلكة إلى منتجة مؤثرة.

ولعل التطريز وأعمال الصوف والشموع والحفر على الخشب، من أهم وأجمل المشاريع اليدوية النسائية التي تجمع بين الفن والإبداع، والتراث والأصالة، وهي من المشاريع التي يمكن أن تتحول الى مجال واسع للنجاح والربح.

الشغف والمهارة

المدربة مديحة حسين من مركز كفرسوسة لتدريب السيدات على أعمال الصوف والكروشيه توّجه رسالتها لكل سيدة أو صبية تريد البدء بمشروعها الشخصي، ابدئي من شغفكِ ومهاراتكِ في الفكرة التي ستنطلقين لتأسيسها ،لا تركضي وراء أمور لاتحسنين العمل بها ولا تملكين اي خبرة فيها، احرصي على المعرفة والتدريب وأن تتعلمي وتُلمي بالتفاصيل كافة، لتسألي كثيراً ذوات الخبرة وتستفيدي من خبرتهن وتجاربهن، لتسعي دوماً أن تكوني الافضل بين الجميع، واجهي صعوبات العمل وتحمليها، ناقشي واقترحي، وأضيفي موهبتك وروحك ولمستك الخاصة بك، و لا تسعي أن تكوني نسخة من الآخرين، ولتكن لديك بصمتك الخاصة في منتجاتك، عندها فقط النجاح يبدأ حينما يكون المشروع نابعاً من شغف وطموح حقيقي لديك.

خطة واضحة

وتضيف السيدة مديحة: على كل صاحبة مشروع أن تستشير أصحاب الخبرة الناجحين في عملهم، لتضع خطة واضحة ومرنة تشمل أهداف المشروع، الميزانية، الفئة المستهدفة، وأساليب التسويق، ولا تنسى أن تستثمر في التعلم والتطوير، من خلال حضور دورات تدريبية في الإدارة، التسويق، أو تعديل في اتجاه المجال الذي تعمل فيه.

وعليها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء فهي وسيلة فعالة ومنخفضة التكلفة للوصول إلى جمهور واسع.

مرونة في إدارة الوقت

تمنح المشاريع الصغيرة المرأة القدرة على التوفيق بين متطلبات العمل والحياة الأسرية.

فهي بإمكانها العمل ضمن المنزل أو بغرفة ملحقة بها، أو استغلال سطح البيت أو القبو، وهذا يتيح لها أن تقوم بواجباتها المنزلية ورعاية أسرتها وإدارة مشروعها الخاص، حيث يمكن إنجاز العمل في المنزل دون الحاجة للخروج، وهو ما يُناسب النساء اللواتي لديهن مسؤوليات أسرية يصعب خروجها من المنزل لفترات طويلة، مثل وجود معاق أو شخص كبير بالسن.

مشاريع نسائية ناجحة

مشروع الطبخ المنزلي: حيث تقوم المرأة بإعداد وجبات صحيّة بيتوتيه ،وبيعها عبر وسائل التواصل أو التطبيقات المحلية.

التجارة الإلكترونية : بيع منتجات عبر الإنترنت مثل الإكسسوارات، الملابس، أدوات التجميل، وغيرها.

المهارات اليدويه: كصناعة الشموع، الصابون الطبيعي، قطع الزينة والهدايا، مشغولات السنارة، تطريز المفارش وصناعة المجوهرات.

الخدمات التعليمية: كدروس خصوصية للأطفال، أو تعليم مهارات معينة مثل اللغة الإنجليزية أو العزف والسباحة.

تحديات تواجه المشاريع النسائية الصغيرة

تشرح السيدة هدى وهي تعمل بحياكة الدمى والحيوانات والكثير من الاشياء من الصوف أن الكثير من النساء تعاني من عدم توفر رأس مال كاف أو تجد صعوبة في الحصول على قروض.

وان معظم المشاريع تحتاج إلى تمويل، والحل أن يبدأ المشروع بقطع وأدوات بسيطة صغيرة ومن ثمّ زيادة الإنتاج.

كما أنها ستواجه محدودية التسويق وضعف المردود المادي والوقت الطويل لإنتاج القطع، هنا تقدم السيدة هدى بعض النصائح:

قلة الوعي الإداري والتسويقي

تفتقر بعض سيدات المشاريع إلى الخبرة في إدارة المشروع أو تسويقه بشكل فعال.

والحل هو الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام، تيك توك، سناب شات، حيث يمكن عرض المنتجات بطريقة جذابة وملفتة للنظر.

وعليها دوماً أن تطوّر قدراتها على التصوير الإبداعي وإنتاج مقاطع فيديو جميلة لمراحل الإنتاج للسلعة لبناء الثقة والشغف والاهتمام وجذب العملاء وهذا يتطلب صوراً جذابة وعرضاً احترافياً للمنتجات، والتسويق عبر المتاجر الإلكترونية أو إنشاء متجر إلكتروني أو حساب خاص بها.

كما أن عليها السعي دوماً للمشاركة في معارض محلية أو فعاليات تراثية لعرض المنتجات وهذا يدعم الانتشار والترويج.

نصائح للنجاح

ونصحت المدربة السيدات بضرورة تطوير وتجديد المهارات الشخصية باستمرار وتعلم تقنيات جديدة من خلال الدورات المجانية أو المدفوعة.

والاستثمار في التغليف فإن طريقة تقديم المنتج تلعب دوراً كبيراً في جذب العملاء، خاصة إذا كان “ملفوفاً” باحترافية وكأنه هدية.

داعية إلى السعي والتميز واختار ألواناً واشكالاً رائجة، مع استخدام خامات عالية الجودة، وقالت: ضعي لمستكِ الخاصة، وتواصلي مع الزبائن وقدمي عروض مخفّضة وعمل خصومات تشجيعية للطلبات الأولى أو للهدايا الجماعية.

وقومي بتقديم المنتجات في صناديق أو أكياس ورقية أنيقة وجذابة.

تحدي مشاكلك وتغلبي عليها، بإمكانك تحويل موهبتك إلى مشروع نسائي صغير ناجح يحقق لك دخلاً واستقلالية، وإحساساً بالفخر. المهم أن تؤمني بقدراتك، وتبدأي من حيث أنت، بأدواتك البسيطة، وبصبرك وإبداعك.

آخر الأخبار
لجنة لدراسة قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية في حلب باحث اقتصادي: التجارة الخارجية  تضاعفت مرة ونصف منذ ثمانية أشهر نقلة من  الاقتصاد الواقعي إلى الالكتروني تعاون مالي سوري - سعودي "قدرات".. مشروع يضيء دروب الباحثين عن فرصة عمل المدارس الخاصة في اللاذقية.. رفاهية تعليمية لِمَن استطاع إليها سبيلاً سوق السيارات المستعملة.. أسعار خيالية والصيانة تلتهم ماتبقى البلاغة السياسية.. كيف اختصر الرئيس الشرع التحديات في خمسين ثانية؟ إطلاق متحف افتراضي للسجون يوثق شهادات الناجين في سوريا بين دفتي الحسم والمرونة.. سوريا ترسم حدود التعاطي مع إسرائيل سوريا الجديدة.. من العزلة إلى بناء التوازنات قمة الدوحة.. سوريا تعود فاعلة بمسار العمل العربي المشترك الشفافية ليست ترفاً.. معركة السوريين المستمرة مع الفساد المتجذر   بين أرصفة ساحة الأمويين المنسقة وأحياء مهملة.. كيف تصرف الموارد؟ تربية الأطفال.. توازن دقيق بين الحزم والفهم  تسمم غذائي لـ 34 مواطناً.. المايونيز يكشف خلل الرقابة الاستثمار في الإنسان..الطريق إلى سوريا المتجددة "الإعلام التقليدي وتحديات الرقمنة ".. في دورة تدريبية أزمة نظافة في صحنايا.. ورئيس البلدية يكشف الأسباب نساء حلب يصنعن الجمال.. تمكين مهني بصناعة المواد التجميلية