الثورة- غصون سليمان:
تخطفنا الأيام إلى حيث لا ندري بمشكلاتها ومشاغلها التي لا تنتهي، ويبقى الإنسان ساعياً في تلبية حاجاته واحتياجاته أينما توفرت، ليؤمن ما هو مطلوب منه، دون أن يستريح ويسأل نفسه هل أنا بخير؟ هل أمنح نفسي بعض الوقت للاطمئنان عن الصحة؟، هل يمتثل الغالبية للفحص الطبي الدوري الذي ورد في قوانين العمل العامة والخاصة في بلدنا. يبدو أن معظمنا “يطنش” ولايبالي بهذا الأمر لأسباب مختلفة وأنا واحدة منهم إلا في حالات التعب الشديد أو الطوارئ الصحية.

ما دفعني لكتابة تلك السطور هو ما أظهره فحص السكر الطعامي للجمعية السورية لرعاية السكريين أثناء مشاركتها بفعاليات معرض دمشق الدولي، ففي ذاك الركن كان المشهد لافتاً.. سيدة أنيقة تتعامل بلطف مع المارة والزائرين الذين قصدوا نافذتها للاستفسار وإجراء تحليل السكر بشكل فوري باعتبارها مثقف سكري، فضول شخصي فضولي دفعني لأن أجري بدوي تحليلا لمعرفة نسبة السكر لدي، هنا وجهت السيدة مروة لبنية مثقف صحي سكري سؤالاً إن كنت قد تناولت طعام الغداء وفي أي ساعة؟ قلت الساعة الرابعة بعد الظهر فيما ساعة موعد اللقاء معها كانت السابعة والنصف مساء في جناحها الخاص بالمعرض.. ومع الأسئلة والاستفسارات عن عمل الجمعية والخدمات التي تقدمها وعدد المراجعين يومياً من الزائرين لجناحها.
لفت نظري عدد من الأوراق الممتلئة في جدول القوائم المسجل عليها عدد المستفيدين يومياً وفق عدد أيام المعرض والتي وصلت إلى المئات إن لم نقل الآلاف، وأن النسبة العالية من الأشخاص بشكل عام لديهم سكري ونسبة لابأس بها من الناس تفاجؤوا أنهم مصابون بالسكري. وهنا كانت ربما الغرابة والمفاجأة حسب تعبير السيدة لبنية المشرفة على هذا الإجراء ضمن مهام الجمعية في المعرض. فهؤلاء الناس كانوا يحللون من أجل التحليل فقط دون أن يكون لديهم معرفه أنهم مصابون.
وفي سؤال حول فهم داء السكري ومعرفة العلامات المنذرة له بينت المثقف لبنية أن الأعراض تكمن بفقدان الوزن، والعطش الشديد، قلة النشاط، التبول المتكرر، مع ملاحظة أن داء السكري قد يصيب أي إنسان.
أما الخدمات المقدمة فهي كثيرة. ونسبة كبيرة من الناس اكتشفت عن طريق الجمعية السورية لرعاية السكريين والتي مقرها في دمشق، شارع خالد بن الوليد أنهم مصابو سكر. ونوهت على أن جميع المراجعين للجمعية ومن كل المناطق صغاراً وكباراً يقدم لهم استشارة مجانية ويتم إخبارهم بآلية عمل الحبوب الفموية لأنهم غالباً ما يكونون في حالة نوع ثان من الإصابة وبالتالي دورنا، أن نطلعهم ونعرفهم على آلية العمل، فقد تكون العلامات السابقة غائبة أو بسيطة في داء السكري النمط اثنان “أي غير المعتمد على الإنسولين”.