ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
لم يكن ينقص الطنبور العدواني السعودي على اليمن الحزين سوى هذا النغم السنغالي أسود الوجه والقلب، كي تكتمل إيقاعات الموت في المعزوفة السعودية الدموية، والتي يجري عزفها علانية في اليمن اليوم وقد عزفت من قبل مواربة ومن خلف أستار المال في أكثر من مكان!
يبدو أن نغمة الارتزاق السنغالي تاريخية ومزمنة، فلا هي طارئة غير مفسرة، ولا هي مدعاة لدهشة واستغراب وخروج عن مألوف مضى، وإذا كان الشيء بمثله يذكر، فقد سبق الاحتلال الفرنسي لسورية قديماً حلفاءه من آل سعود اليوم، حين جلب جنوداً سنغاليين مرتزقة أيضاً، إلى قصف دمشق وتدمير برلمانها وقتل حاميته السورية في 29 أيار 1945، وحين لم يكن ثمة «تهديد» إيراني لـ «الأمن القومي السعودي»، ولا للدفاع عن الحرمين الشريفين وعن قبر الرسول العربي أي ضرورة وحاجة !
المسألة باختصار، سوق نخاسة ليس فيه سوى تجار وعبيد، التجار يشترون الولاءات والتحالفات والقطعان.. وحتى أسماء الحملات والعواصف، تحت عناوين الدفاع عن الدين والمقدسات والأمن القومي العربي، وعبيد يرتزقون ببيع قوة إجرامهم وخناجرهم لمن يدفع ويسخو وتحت ذات العناوين.. والكل يقبل شوارب الكل ويسخر من لحيته، وإلا فمن أين للسنغال هذه الحمية الطارئة، وما دخلها ودخل مرتزقتها بأمن العرب القومي ومقدساتهم وقبر رسولهم.. تماماً كالسؤال: ما مبرر حضور الفرنسي فرانسوا هولاند قمة الخلايجة أول أمس سوى بيع الرافال وذخائرها وعقود تدريب السعوديين على قيادتها إلى شعب اليمن وإلى غيره من العرب؟