الثورة – رانيا حكمت صقر:
في رحاب معرض بغداد الدولي للكتاب، الذي بات منارة ثقافية سنوية تجمع بين قراء العالم العربي وعشاق المطبوعات الجديدة، تأتي مشاركة “دار المتن” للنشر والتوزيع لتؤكد على عمق التواصل الفني والأدبي بين العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية.
هذا الحدث الذي يحتفي بنبض الكلمة وأصالة الثقافة يعكس حضوراً قوياً لتنوّع إصدارات دار المتن، حيث يزدان جناحها بأسماء عربية وسورية لامعة، ما يثري تجربة الزائرين ويعزز جسور التعاون الثقافي بين الشعوب.
في نسخته السادسة والعشرين لعام 2025، يسجل معرض بغداد الدولي حضوراً متميزاً لدار المتن من خلال طرحها 380 عنواناً متنوعاً بين الرواية، الشعر، النقد، مسرح الأطفال، والكتب العلمية التي صدرت باللغتين العربية والإنجليزية.
يتحدث مدير ومؤسس “دار المتن” عامرالعراقي لصحيفة الثورة عن هذه المشاركة قائلاً: احتوى جناحنا على أعمال لأدباء عراقيين، وعرب وأجانب، ونفخر بشكل خاص بإصدار مؤلفات أدبية قيمة من سوريا، بلدٌ نعتز به ونحرص على دعم نتاجه الأدبي عبر نشر الشعر والرواية والنقد، وهو التأكيد على الأهمية التي توليها دار المتن لإنعاش المشهد الثقافي العربي المشترك.
يذكر العراقي أن العصر الحالي شهد تغيراً جوهرياً في طريقة وصول الكتاب إلى الجمهور، بفضل الانفتاح الكبير الذي وفّرته مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أصبح بالإمكان الحصول على الكتب بسرعة ويسر، مقارنة بالعصر الذهبي للثقافة في السبعينيات والثمانينات، لكنّه أيضاً يشير إلى ملاحظة مهمة قائلاً: “في المعرض الحالي، نلاحظ أن الجمهور كبير ومتنوّع، ولكنه في الغالب يقتصر على المشاهدة والاطلاع، وأن نسبة اقتناء الكتب لا تتعدى 25 بالمئة، وهذا قد يشكّل تحدياً مستقبلياً نحتاج لمواجهته للحفاظ على الاهتمام بالكتاب الورقي.
ولا تخلو المشاركة من أسماء أدبية بارزة من سوريا تتزين بها منشورات “دار المتن” في جناحها B4، ويشارك في هذه النسخة كوكبة من الأدباء المرموقين، بينهم الشاعرة ريما خضر، والكاتبة نجاح إبراهيم، إضافة إلى رئيس اتحاد كتاب طرطوس الأديب الكبير منذر يحيى عيسى، والكاتبة نصرا إبراهيم، وغيرهم من الأسماء المعروفة التي تعكس رونق الأدب السوري في فضاء العراق الثقافي.
إن مشاركة دار المتن ونجاحها في جمع هذه الأسماء في مكان واحد تحت سقف معرض بغداد الوطني للكتاب، يؤكد على دور المعرض كمنصّة حيوية للتبادل الثقافي والخبرات الأدبية بين الدول العربية، ويعزز من فرص التعرف على نتاج جديد يمكن أن يُثري المكتبات والوعي الأدبي للقراء في المنطقة.