الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
يزعم أهالي حمص أن حلاوة الجبن نشأت بأيادي حلوانية حمصية، ليأتيهم الرد من أهالي حماة أنهم كانوا سباقين في صناعتها، بأيادٍ ماهرة حموية، فيجب أهالٍ من طرابلس في لبنان بأنها من تراثهم، ويروون أنه جاءهم شباب من حماة تربطهم فيهم قرابة ثم شبان من حمص، فاكتسبوا الخبرة لصناعة الحلاوة وقاموا بنقلها لمدنهم.
التقت صحيفة الثورة مع الحلواني العريق الذي ورث المهنة عن أبيه وجده صفوح أبو اللبن ليروي قصة عشقه لصناعة الحلويات، وتتلمذ على يد والده الذي توفي في طفولته، تاركاً إرثاً وشهرة واسعةً في مجال الحلويات على مستوى حمص “بداية” ليكمل مع وإخوته ما كان يعمل عليه والدهم، مشيراً إلى أنهم في الثمانينيات اتسعت شهرتهم لتصبح على مستوى سوريا، ولكن في ظل الأحداث أغلقوا منذ عام 2011 ليعودوا عام 2019، ويواصلوا العمل في مجالهم الذي عرفوا به، وهو صناعة حلاوة الجبن، والشعيبيات، قطايف القشطة، والمعمول بالفستق.
يتحدث “أبو اللبن” عن طريقة صناعة حلاوة الجبن، مشيراً إلى أن مقاديرها واحدة عند كل حلواني، ولكن تختلف طريقة التحضير، إذ يعطي كل حلواني من روحه فيظهر أسلوبه في النكهة، يقول: “كل كيلو طحين يضاف له 200 غرام ماء، ثم السمن وتعجن، والبعض يضيف الزيت لتصبح ناعمة الملمس، تترك لترتاح قليلاً، ثم نعمد لتسمين العجين ويقطع وتترك قليلاً لترتاح العجينة، وتُسحب لاحقاً واحدة تلوى الأخرى.. وبذلك نكون قد جهزنا الحشوة سواء أكانت جوزاً وسكراً، أم قشطة، مضافاً إليها السكر، وأحياناً يضاف الحليب المطبوخ، لأن القشطة السادة تذوب لوحدها ثم نقوم بحشوها”.
وعن تحضير المعمول بالفستق الحلبي، يقول: “نضع كيلو سميد ويضاف له 175غ سمنة ثم نضيف إليه المحلب بهدف النكهة بالإضافة للخميرة والسمنة والحليب، تعجن جيداً وتوضع في قوالب وتضاف لها الحشوة بالآلية السابقة نفسها”.
وأشار “أبو اللبن” إلى أن العديد من المغتربين يعتبرونها من الأكلات التراثية، يأتون ليتصوروا مع الحلويات ويستمتعوا بمذاقها.