الثورة – لجينة سلامة:
استضاف اتحاد الكتّاب العرب في طرطوس الملتقى الوطني للثقافة والإعلام، في لقاء شعري، شباباً من جامعة المحافظة في قاعة الاتحاد، بمشاركة ضيف اللقاء الشاعر فاروق حماد الذي ألقى ثلاث قصائد “جرح”، و”عاشقان محمد الدرة وخميس نمر “، وقصيدة عن امرئ القيس استحضره الشاعر فاروق وهو ينظم الشعر مع صديق له فكتب:
“سنعيد ترتيب المقاطع والقوانين وسنجعل الترتيب معجزة
لكننا سنؤكد الموضوع حالاً يا صديقي امرؤ القيس وصل
أما أنا فقد أتيت كي أعرف ماذا تفعلون وبأي شيء تعجزون
قلت له نورتنا يا سيد الشعراء أنت رجاؤنا
سأريك أني من عصرك الذهبي هاك قصائدي لكأنها كتبت بريشتك الجميلة سيدي”.
وكانت قد اعتلت الشاعرة ليال حمد منصة الشعر، وألقت عدة قصائد حملت عنوان “طرطوس”، “وكيف حالك”، وغيرها اثنتان نقتطف من إحداها:
نسيت قصيدي وصمت تمادى بحجم الغياب وعمر كأن الربيع تناسى صباه
فلما تذكر مر الشباب ومعنى جميل تماهت صقور الحيارى بعمق مداه.
أما الشاعر ليث ملحم، فألقى ثلاث قصائد حملت العناوين التالية: “ذكرى شتوية”، و”حرب ناعمة” و”نرجس خدود” وفيها قال:
جلستْ،
وضعتْ يدَها تحتَ الخَدِّ،
تمشي كالرِّيمِ، ومِشْيتُها
تروي قصصاً عن بعضِ
أساطيرِ القَدِّ
أنْغامُ الحُسنِ تُطارِدُني،
والشَّعرُ الأسوَدُ ناداني
كاللَّيلِ، يقولُ: تعالَ وجَدِّلْني!
بَسماتُ الثَّغرِ كمولودٍ لم يخرُجْ
بعدُ مِنَ المَهدِ
هيَ صوتُ الحُبِّ وصوتُ
الشِّعرِ وصوتُ الرَّحمةِ والوَجْدِ.
أما الشاعر علي الصالح، والذي فاز بعدة جوائز، منها المركز الثالث في جائزة “حياة أمون”، للتميز والإبداع في فئة الشعر التي استضافها اتحاد الكتاب العرب في عام 2024، ألقى حينها عدة قصائد منها من “تجليات الشعر”، و”الأنثى /الرمز”، و”حياة” ومنها نقتطف:
في المَوْتِ أرْفَعُ ساقَ الحُزْنِ عَنْ جسدي
آوي لأرْضي ولا آوي إلى أحَدِ
أصيرُ حُلْمَاً يَدُقُّ الليلَ في لَهَفٍ
لكَي يَزورَ مَنامَ الأُمِّ والْوَلَدِ
أظلُّ اسْماً غَريباً كنْتُ أحْملُهُ
ووجهيَ اليومَ بَيْنَ النَّاسِ لم يَجِدِ
أنا الذي عشْتُ عُمْراً قَدْ ظَللْتُ بِهِ
أُحصي جِراحي
ولا أقْوى على العَدَدِ
فَلَمْ تَسَعْني تَوابيتُ الحياةِ فهلْ
بَعْدَ الفناءِ هُنا أرتاحُ في الأبَدِ؟.
واختتم اللقاء الشاعر محمد نزار حسن الحاصل على المركز الأول في المهرجان الفرعي الطلابي “كلمات 2019″، والمركز الأول أيضاً لجائزة الروابي “2020”، والمركز الثاني لجائزة حمص الشعرية دورة نسيب عريضة “2021” .
والمركز الثاني لجائزة الشيخ صالح العلي “2019”.
وألقى قصائد عدة من عناوينها نذكر “في مقهى”، و “حزين”، ومن إحدى قصائده نقتطف:
وإن نمت فوق الحصى واتخذت لحلمي سريراً
كغيري أريد بلاداً وبيتاً صغيراً
وطفلاً يحب البكاء إذا غبت عنه وأماً له في الصباح ترش العبيرا.
الجدير ذكره أن اللقاء من مشاركة وتقديم وإشراف الأستاذة الدكتورة فاديا سليمان- عضو هيئة تدريسية في كلية الآداب للعلوم الإنسانية، قسم اللغة العربية، جامعة طرطوس، عضو مجلس إدارة الملتقى الوطني للثقافة والإعلام ورئيس اللجنة الثقافية وهي شاعرة وروائية، كان لها مشاركة بعدة قصائد حملت العناوين التالية: “سهاد” “، “موعد “، “من يخبر الشوك”، ومنها المقطع التالي:
“من يخبر الشوك عن توقي لأعصره
أدمي به القلب من حزن أظهره
إني تركت زهور الروض حائرة
بل طفت ظلماً بحاراً كي أسامره
ما شهقة صعدت من جرح قافيتي
إلا لتصرخ في صمت وتخبره
يا أيها القوم لا تهدوا إلي شذى
بل فازرعوا الشوك في دربي لأعبره.
وكان العازف الشاب أسامة سليمان قد رافق المشاركين في اللقاء بعزفه الجميل على آلة العود، مما أضفى جواً شاعرياً مع إلقاء الشعراء لنتاجهم، والذين تم تكريمهم من قبل إدارة الملتقى.