المضاد للبكتريا والفطريات.. اختراع جديد باستخدام نبات “اليوكاليبتوس”

الثورة – غصون سليمان:

طريقة جديدة لاصطناع “معلق غروي” من جسيمات الفضة النانوية باستخدام نبات اليوكا ليبتوس للدكتورة رغد نسيم زين دكتوراه في الفيزياء، وباحثة في مجال التقانة النانوية.

عن أهمية هذا الاختراع وضرورته اليوم توضح الدكتورة زين في لقاء لصحيفة الثورة، أنه بروتوكول جديد لتحضير معلق غروي من جسيمات الفضة النانوية بأبعاد صغيرة تقل عن10nm، ونقاوة كبيرة واستقرارية عالية ضمن المعلق باستخدام مستخلص مائي من أوراق نبات اليوكاليبتوس، وبالتالي يمكن ترشيح جسيمات الفضة النانوية المحضرة باستخدام هذا البروتوكول كمادة فعالة حيوياً ضدّ طفيليات اللايشمانيا، والخلايا السرطانية، كسرطان القولون، وضدّ طيف واسع من الجراثيم والفيروسات والفطريات.

وبالتالي- حسب رأي الدكتوره زين، يمكن إدراجه في العديد من المستحضرات الصيدلانية كمراهم الحروق والجروح ومحاليل تعقيم الأسطح، وهذه الجسيمات لها مزايا كبيرة مضادة للبكتيريا.

مزايا عديدة

وحول فكرة الاختراع وأهميته، أوضحت الدكتورة زين أن هذه الفكرة بدأت مع بحث الدكتوراه عن النبات المنتشر بكثرة في بلدنا، ويعتبر قوياً واقترحناً استخدام هذه المادة كونها صديقة للبيئة، ومناسبة جداً للتطبيقات الطبية والصيدلانية لأنه لا يستخدم فيها مواد كيميائية وإنما نباتات طبيعية.

وأضافت: إن ميزة هذه الطريقة المنجزة من خلال ضبط عدة معاملات، واستطعنا أن نصل إلى أبعاد جسيمات بين 10 و12 نانو متجانسة، لها ثباتية عالية تصل إلى سنة وأكثر، وهذا الشيء مهم جداً في توصيف المادة، “معلق غروي” لناحية الثباتية والتجانس والحجم الصغير، وهذا شيء إيجابي لا شك، فهناك معلقات تترسب فوراً، لكن هذه الطريقة وحسب المعاملات المستخدمة تدوم لدينا مدة ستة أشهر وما فوق.

الباحثة زين أكدت أن هذا المنتج هو وطني يضاهي المنتجات التي تستورد من الخارج، مع ملاحظة أن المنتج المستورد من الخارج وبعد توصيفه، للأسف، تبين أنه لا يتطابق مع المواصفات النانوية أو هي غير متجانسة، لذلك اخترعنا طريقة سهلة بسيطة موجودة في بلدنا، فنحن استخدمنا نبات اليوكاليبتوس لتوفره بكثرة وانتشاره بكثافة في سوريا، ويناسب البيئة السورية، وهو يعتبر مرجعاً قوياً، مؤكدة أنه يجب أن يكون لدينا مواد مرجعة، فمع تغيير عدة معاملات استطعنا الوصول إلى الثنائية والتجانس والحجم المميز.

نتائج مذهلة

وأضافت: إن الاختراع تم تجريبه مخبرياً بمخابر جامعة دمشق، قسم الفيزياء مخبر النانو بإشراف الدكتور إبراهيم الغريبي ضدّ سلالات البكتريا والخلايا السرطانية وضدّ طفيليات اللايشمانيا.

الباحثة زين أشارت أيضاً إلى تطورات الحالة بعد خلط مادة الفضة المطبقة، وكيف تم إدخالها بمشاريع زراعية لإنبات نبات القمح القاسي، إذ أعطى نتائج مذهلة من حيث الإنتاجية والمواصفات الخاصة بالنبات، منوهة بإدخالها أيضاً في تحضير الكمامات اثناء جائحة الكورونا، إذ أضيف على طبقة من الكمامة هذه المادة لصدّ البكتيريا والجراثيم.

كما تم في آخر مشروع إدخالها على النسيج وعشقناها فيه، وقمنا بدراسة حيوية -والكلام للباحثة زين- فتبين أن سطح القماش لا تنمو عليه البكتيريا، وبالتالي فهو مناسب جداً للتطبيقات في المستشفيات، مثل “مراييل الأطباء، وشراشف الأسرة”، كذلك تم وضعها في ضمادات الجروح.

ونوهت -في هذا السياق- بوجود براءة اختراع لأحد الدكاترة بضماضات الجروح، ولاسيما ضماد للسكري، وبالتالي نحن أدخلنا المادة عليه لمنع نمو البكتيريا والفطريات، وهذه جميعها مشروعات جاهزة ومنشورة.

وبينت الدكتورة زين أن براءة الاختراع الخاصة بمشروع القماش، الذي يعد ثورة حقيقية في سوريا، وما يحتاجه المشروع صراحة هو وجود مستثمر يتبنى الفكرة نظراً لتوفر المادة، وسهولة تطبيقها، ذات فعالية عالية، فلماذا لا نطبقها وقد حضرنا أقمشة هايدروبيك المضادة للماء وبنفس الوقت مضاد بكتيري.

الجدير ذكره أن النانو التكنولوجي هو العلم الذي يتوقع له أن يغزو العالم بتطبيقاته التي قاربت الخيال، وبات يعرف في عالم الإلكترونيات بالجيل الخامس الذي ظهر مؤخراً مع ولادة النانو المتناهي في الصغر والقدرة على السيطرة على حركة الذرة الواحدة، وبالتالي القدرة على تصنيع المنتجات بدءاً من الذرات.

وشهدت السنوات الأخيرة ثورة تقنية غير مسبوقة أثرت في كل جوانب حياتنا اليومية، وكان من أبرزها، تطور تقنية النانو، التي بدأت تأخذ مكانها حتى في أكثر الأماكن حميمية داخل منازلنا “المطبخ”، لم تعد أدوات الطهي مجرّد أوانٍ تقليدية، بل أصبحت تجمع بين العلم والتكنولوجيا لتقدم أداءً محسّناً، ونظافة فائقة، ومتانة تدوم لسنوات.

آخر الأخبار
التحول الرقمي في "الصحة والإنتاج الحيواني".. الرئيس الشرع في أميركا.. فرص استثمارية تتقدم ومناخ اقتصادي يتغير زيارة الشرع إلى واشنطن.. انفتاح عملي على العقول السورية بالمهجر "ساهم فيها ".. إزالة الأنقاض في تل رفعت شمال حلب جهود مكثفة في ريف اللاذقية لاحتواء الحرائق "نساء من أجل السلام".. تعزيز التماسك المجتمعي "صناعة حلب" تجهّز لمعرض خان الحرير للألبسة الرجالية من حقيبتي إلى حلمي.. عامٌ جديدٌ يبدأ المضاد للبكتريا والفطريات.. اختراع جديد باستخدام نبات "اليوكاليبتوس" انطلاقة مؤجلة لقسم الجيولوجيا في جامعة طرطوس الصناعات الهندسية في حلب بين التحديات والطموحات قمة "كونكورديا" منصة للرئيس الشرع لعرض رؤية سوريا للسلام والعلاقات الدولية هل تنهي المؤسسة العامة لبنوك الدم معاناة المرضى في تأمين الوحدات؟ العام الدراسي.. استئناف رحلة الأمل وفاءٌ يزرع الأمل في إدلب خروج مجموعات توليد عن الخدمة يقطع الكهرباء عن القنيطرة مع غياب الأرقام الدقيقة.. البطالة سيف ذو حدين العزوف عن العلاج النفسي.. وصمة اجتماعية أم جهل؟ مشاركة سوريا بذكراه الثلاثين.. "مؤتمر بكين 1995" علامة فارقة في مسيرة حقوق المرأة اليوم الأول في المدرسة.. بداية صغيرة تصنع فرقاً كبيراً