الثورة – منهل إبراهيم:
يشارك السيد الرئيس أحمد الشرع، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في أول حضور لرئيس سوري منذ عام 1967، وتأتي هذه الزيارة في لحظة سياسية حساسة، إذ تتزامن مع مفاوضات أمنية متسارعة بين سوريا وإسرائيل بوساطة أميركية، ومع نقاشات حول رفع قانون قيصر المفروض على دمشق.
وقد جذب هذا الحدث قنوات الإعلام الغربي قبل العربي، ومنه موقع فرانس 24 الذي عنون بالمانشيت العريض “في خطوة هي الأولى منذ عقود… “الرئيس السوري يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك “.
وأكد الموقع الفرنسي أن “الزيارة تأتي في سياق جهود إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي بعد سقوط نظام بشار الأسد في 2024، وتحمل الزيارة أهمية سياسية ورمزية كبيرة”.
وتحت عنوان محطة فارقة أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس الشرع برفقته وفد رفيع المستوى يضم عدة وزراء، وتتضمن الزيارة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وأعضاء مجلس الشيوخ، بهدف مناقشة رفع العقوبات المفروضة على سوريا وتطوير العلاقات الثنائية.
وفي السياق ذاته لفتت شبكات الأخبار الغربية ومنها البريطانية “بي بي سي” والأميركية “سي إن إن” والأوروبية “يورونيوز” إلى نقطة مشتركة تؤكد أن الحضور السوري ممثلا بالرئيس الشرع يجسد استعراض رؤية جديدة لسوريا بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد، بعد الإطاحة بنظام الأسد، وتعتبر هذه الزيارة محطة فارقة تعكس عودة دمشق إلى المجتمع الدولي بعد فترة طويلة من الانقطاع، والغياب عن المحافل الدولية.
ويؤكد موقع فرانس 24 أن هذه المشاركة تعكس مسعى ورغبة دولية لإعادة موضع سوريا في المجتمع الدولي بعد أكثر من عقد من العزلة التي كرّستها العقوبات وقطع العلاقات مع دمشق، غير أن هذه العودة لم تأت من فراغ، بل نتيجة الحراك الدبلوماسي الكثيف للحكومة السورية، والثقة الدولية بدورها الإيجابي في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا، بوصفها استعادة طبيعية لمكانة الدولة السورية الجديدة في محيطها العالمي.
ويؤكد خبراء لوكالة فرانس برس أنه من الطبيعي أن يترقب العالم لحظة كهذه يقدم من خلالها الرئيس الشرع في كلمته أمام الجمعية العامة رؤيته لـ”سوريا الجديدة”، كجزء فاعل وحاضر في منظومة العمل الدولي، ويعيد لسوريا دورها الحقيقي على المنابر الأممية بالدفاع عن سيادة الدولة، ورفع العقوبات عن كاهلها، وفتح قنوات الحوار من الباب الدولي العريض.
ويحتل موضوع عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ودمشق صدارة الاهتمامات في الزيارة التي ينظمها الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني إلى واشنطن،
أما الملف الثاني، الذي يحضر في خلفية جميع القضايا المرتبطة بالعلاقة مع واشنطن، فهو “قانون قيصر” وما يرتبط به من عقوبات، هذا بالإضافة إلى “الاتفاقية الأمنية” مع إسرائيل.
وتؤكد العديد من وسائل الإعلام العربية أن زيارة الرئيس الشرع إلى نيويورك تحمل رمزية كبيرة لعودة سوريا إلى المنابر الدولية، لكنها أيضا تضع الحكومة السورية أمام اختبار صعب، الموازنة بين استعادة الدور الخارجي وبين الحفاظ على السيادة الداخلية، فالاتفاق الأمني المقترح مع إسرائيل قد يمنح دمشق اعترافاً دولياً ورفعا للعقوبات، لكنه قد يدخل الطمع في العقل الإسرائيلي الذي يقوم على أفكار التوسع والاحتلال، وعدم الوفاء بالاتفافيات والمفاوضات، ولا حتى مع أقرب الحلفاء إليه، أو ممن يقيم معهم علاقات دبلوماسية طبيعة، وفي قصف الدوحة خير دليل على ذلك.
وتستمر زيارة الرئيس الشرع للولايات المتحدة الأميركية مدة 5 أيام، من المتوقع أن يجري خلالها عدة لقاءات مع مسؤولين أميركيين ومسؤولين من دول أخرى.
وقبل وصول الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية، زار وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني واشنطن حيث التقى أعضاء في الكونغرس، بالإضافة لنائب وزير الخارجية الأميركي.