الثورة – سيرين المصطفى:
تشهد مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي سلسلة من المبادرات الخدمية والجولات الميدانية الهادفة إلى تحسين الواقع المعيشي بعد سنوات من النزوح والدمار. وتهدف هذه الأنشطة إلى إعادة الحياة الطبيعية للمدينة، ودعم عودة السكان إليها، وتذليل العقبات التي تواجههم بعد العودة، بما يسهم في تعزيز استقرار المجتمع المحلي وتحسين الخدمات الأساسية.
ومن هذه الأنشطة، تأتي متابعة فرق الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان، بإشراف إدارة المنطقة، لأعمال فرش وتجهيز الطرق المؤدية إلى مبنى السجل المدني، بالإضافة إلى تجهيز الساحة المحيطة به.
وتهدف هذه الجهود إلى تنظيم حركة مراجعات الأهالي وتسهيل وصولهم، بما يخفف عنهم مشقة التنقل ويسهم في تحسين الواقع الخدمي.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت أعمال ترميم وإعادة تأهيل مدرسة مزارع علوش في مدينة معرة النعمان، بتمويل من جمعية شقائق النعمان، وبإشراف إدارة المنطقة.
وتأتي هذه الجهود في إطار دعم القطاع التعليمي وتهيئة البيئة المناسبة لعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة، بما يسهم في تحسين الواقع التعليمي في المدينة.
كما قام مدير العلاقات العامة في منطقة معرة النعمان، بلال مخزوم، ومدير المجمع التربوي، مازن قيطاز، بجولة ميدانية إلى مدرسة سوريا الأمل في المدينة. وهدفت الجولة إلى تقييم الأضرار وتحديد الاحتياجات اللازمة تمهيداً لبدء أعمال الترميم بإشراف المحافظة، ضمن الجهود الرامية إلى تحسين الواقع التعليمي وتأهيل المدارس المتضررة.
ووقعت مديرية أوقاف محافظة إدلب مذكرة تفاهم مع جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية للبدء بأعمال ترميم المسجد الأموي في مدينة معرة النعمان، أحد أعرق المساجد الإسلامية وأقدمها في الشمال السوري، وذلك بعد دراسة حثيثة وتعاون مع الجهات المعنية بالمعالم الأثرية.
ويأتي هذا المشروع في سياق الحفاظ على الإرث الديني والثقافي، وإحياء دور المساجد كمراكز إشعاع حضاري وديني، ضمن شراكات فاعلة بين الأوقاف والمؤسسات المجتمعية.
وتوضح هذه الأنشطة الميدانية وترميم المرافق التعليمية والدينية الحرص على استعادة البنية التحتية الحيوية للمدينة، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للسكان، بما يدعم استقرار المجتمع المحلي ويهيئ الظروف المناسبة لاستعادة الحياة الطبيعية التي تأثرت بالنزوح والحرب.