الثورة – غصون سليمان:
من دمشق.. عاصمة الحياة ترنو الحروف إلى نيويورك في متابعة خطوة بخطوة لتحركات الرئيس أحمد الشرع، وهو يعانق أبناء الوطن في المغترب من أجيال مختلفة، فساعة الزمن السوري توثق معالم الطريق لتوجهات سوريا المستقبلية، وهي تقص أسلاك العزلة الدولية بعد تضميد أوجاع المنطقة.

عن أهمية هذه الزيارة وكيف يراها ويرصدها السوريون من الداخل، تقول المربية الأستاذة لمى المحايري الدمشقية الأصيلة التي تحمل في قلبها خريطة بلدها الحبيب سوريا: لطالما حلمت وتمنيت أن أرى بلدي سوريا في منزلة الريادة بين دول العالم، وانتظرت أعواماً وأعواماً، وكان الإيمان لا يفارق قلبي بأن سوريا ستكون يوماً ما سيدة المشهد في العالم كله، وفي الثامن من ديسمبر 2024 لم يعد هناك حلم، فقد تحول هذا الحلم إلى واقعٍ منتظر، فقد بدأت سوريا تخطُّ تاريخاً جديداً لا تخفى عظمته عن كلّ ذي لب.
وعلى الرغم من تواضع خبرتي السياسية إلا أنني أجد نفسي مسؤولةً عن فهم الواقع وتحليله وقراءته، بوعي وفكرٍ حضاريٍ لأصل إلى فهم الحياة، فاليوم وبعد أشهرٍ لم تتجاوز العام يستطيع الرئيس الشرع أن يصل إلى نيويورك في زيارة هي الأولى لرئيسٍ سوريٍّ منذ نحو الستين عاماً، حاملاً معه آمال وأحلام السوريين الشرفاء، لإخراج سوريا من عزلتها الدّولية ورفع العقوبات عنها وتسليط الضوء على أن سوريا تمر بتغيّرات، وإعادة بناء للمؤسسات، واستعادة وحدة التراب، وصولاً إلى عودة اللاجئين، مؤكداً بذلك على الشرعية الوطنية وأن أي تعامل مع سوريا يجب أن يَحترم سيادتها ووحدتها.
وأضافت الأستاذة المحايري: إنّ زيارة الرئيس الشرع للولايات المتحدّة تعدّ خطوةً ايجابية مهمة ورمزيّةً لكنها ليست ضماناً للتحول الكامل، فالكثير يعتمد على ما سيُترجم من هذه الزيارة إلى أفعالٍ ملموسة (رفع العقوبات بالكامل، التزامات واضحة لإعادة الإعمار، تنفيذ الإصلاحات، ضمان حقوق الإنسان، والتعامل بشفافية مع القضايا الداخلية).
بين أبناء الجالية
ولفتت إلى أن لقاء الرئيس الشرع مع أبناء الجالية السورية في المهجر كان أشبه باللقاء العائلي الدافئ، الذي لا يخضع لقانون المسافات وتبقى فيه المشاعر حيّةً، حقيقيّة.. كما أكد هذا اللقاء أن سوريا تمتد في العالم، فهي تصل إلى كلّ مغتربٍ، مؤكّدةً أن هذا المغترب هو جزءٌ حيٌّ من النسيج الوطني، وأنّ احتفاء الجالية بالرئيس الشرع لن يقف عند مشاعر العزة بل سيتجاوز إلى توظيف طاقات السوريين في الخارج لمصلحة التّنمية والنهضة الداخلية، مثبتين في ذلك الدّور الوطني لهم.
وأوضحت أنه قد رأينا هذا عبر اللقاءات المباشرة مع القيادة، وعبر الفعاليات مثل فعالية حياكة العمران لمؤسسة together space.. إنها رسالة أمل لنا نحن السوريون، وأننا مهما مررنا بصعوبات يظل وطننا قادراً على النهوض من جديد، قوياً بأبنائه قيادةً وشعباً في الدّاخل والخارج.. دام الجميع في هذا الوطن بألف خير.