الثورة – فريال زهرة:
لم تكن الساعات الأولى من زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك، إلا برهاناً على العزم الذي يمتلكه ويحمله في وجدانه وعقله على إعادة بناء البلد، قبل مفكرته وأجندته المبرمجة للزيارة الرسمية التي يقوم بها، والتي صرح بها أمام الجالية السورية، بُعيد وصوله من رحلة طويلة تستغرق (16- 18) ساعة طيران.. ولم تكن لتمر الساعات الأولى من دون إرسال بشائر المحبة الوطنية بعد لقاء المودة الذي جمع ما يقارب مئة وخمسين سورياً ممن اتسعت القاعة لاستقبالهم، فيما بقي المئات خارجاً، جاؤوا من عدة ولايات للمشاركة في استقبال الرئيس واللقاء معه.. يسألون ويسمعون الإجابة.
سوريا جاءت إلينا
تعذر المغترب السوري أسامة الحلبي وعائلته، من ولاية تكساس، عن الحضور إلى نيويورك لأسباب صحية، كما حدثنا عبر تطبيق “الماسنجر” لكنه لن يتأخر بالعودة إلى البلد، ولن يتردد في الدعم والمشاركة، وقال في زيارة الرئيس الشرع إلى أميركا: شعرنا أن سوريا جاءت إلينا، ونحن من تأخر بالذهاب إليها، ردت إلينا الروح والعزة.
وقال: لن نتأخر أكثر وسنكون قريباً في الشام، لنساهم في إعمارها والاستثمار فيها بأي مشروع، حرمنا لسنوات من زيارتها بسبب الظروف وعدم الاستقرار فيها، أما اليوم وبعد التحرير- إن شاء الله- لن نتأخر بالعودة.
وأضاف: بالتأكيد سوريا تحتاج جهود كل المغتربين السوريين في كل دول العالم، وشهامة ومروءة السوريين كفيلة بترميمها وإعادتها إلى مصاف الدول المتقدمة، بخبرات وكفاءة المغتربين وليس برؤوس الأموال فقط، وهذا حديثنا اليومي نحن وأصدقاؤنا هنا، وفي سوريا الأمن والأمان لينطلق الاقتصاد والاستثمار.
ولفت إلى أن هذه الأولويات في برنامج الرئيس الشرع بعد التمثيل السياسي الرسمي للبلد، ونتمنى أن تكلل جهودهم بالنجاح، وإن شاء الله تسير بخطا قوية، آملاً أن يسرع هذا الحراك السياسي ويصب في الحراك الاقتصادي.
يتطلعون بإيجابية
وأكد أن جميع أبناء الجالية السورية يتطلعون بتفاؤل وإيجابية لتمثيل البلد في المحافل الرسمية العالمية، فهي المرة الأولى التي يشاهدون فيها الرئيس يمثل بلدهم، وهو بمثابة رد اعتبار لكل مغترب عن وطنه الأم سوريا.
وقال: السوريون أصحاب أياد بيضاء لم يقصروا، ولن يقصروا في دعم بلدهم كل من مكانه وبطريقته وإمكانياته، وهذا ما قاله الرئيس الشرع ارفعوا العقوبات والسوريون كفلاء ببناء وطنهم، وهذه قناعة كل سوري في المغترب والداخل.
ولفت إلى أن هاجس الجميع كيف نشارك في إعادة البناء والمستقبل لبلد دمره الاستبداد والحرب، وما دور الجالية في معركة إعادة الإعمار والبناء بعد انتصار معركة التحرير، فاختبار ذلك أتى مباشرة عند اللقاء بالإعلان عن تأسيس الصندوق الوطني للتنمية من أموال المغتربين والجالية المتمسكين بالمشاركة بالبناء حتى عن بعد، والتعبير عن محبتهم لبلدهم وتكاتفهم مع السوريين في استكمال الطريق.
وهو ما أكده الرئيس في بداية اللقاء حين بين أهمية دور الجالية السورية في نقل الصورة الحقيقة للجمهورية العربية السورية، وشكر جهودهم الصادقة في خدمة وطنهم في المغترب، وقال: “بناء البلد بالمحبة والقوة من السوريين وليس بالأبراج والأبنية.. وعازمون على أن نبني بلدنا، وأن نمكن الناس من العودة إلى منازلهم”.
وأكد الحلبي أن رسائل اللقاء تبين أهمية الفرصة الدولية التي على السوريين اغتنامها وهو ما حاول الرئيس بإصرار التأكيد عليها، موضحاً أنه يجب أن نكون شعباً موحداً، وقد لا نتفق في كل شيء لكن يجب أن نتوحد، وأن نثبت أنفسنا فالعالم أعطى فرصة للسوريين وعلينا الإمساك بها، ونوه بقدرة الشعب السوري على أن يعمل شيئاً جديداً ويبهر العالم من جديد، وبعد أن أوجز في شرح حجم الضرر الكبير في كل القطاعات، أشار إلى أهمية توازي وجود الخطة السليمة مع وحدة الصف لبناء البلد، في إشارة إلى مشاركة المغتربين السوريين في الخارج إلى جانب أهلهم في الداخل.