وفاة طفلة يشعل غضباً شعبياً في حلب.. ويفتح باب الانتقادات للقطاع الصحي

الثورة – حسان كنجو:

 

أثارت حادثة وفاة طفلة في حلب، يوم أمس، موجة غضب شعبي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما في ظل اتهامات طالت أحد المستشفيات بـ”التقاعس عن أداء واجبهم في إنقاذ الطفلة” وتحويلها إلى مستشفى آخر.

ووقعت الحادثة في حي بستان الباشا بمدينة حلب يوم أمس الأول، إذ سقطت طفلة من شرفة منزلها في الطابق السادس، وقد حاول جيران الطفلة (يتيمة الأم)، التي تركها والدها في المنزل وخرج إلى عمله صباحاً، إسعافها إلى مستشفى زاهي أزرق (الحميّات) القريب من الحي، إلا أن كادر الإسعاف طلب منهم نقلها إلى مستشفى الرازي لعدم توفر الإمكانيات لمثل هذه الحالات.

غضب شعبي

“تُوفّيت الطفلة، كان عليهم اتخاذ أي إجراء يساهم في إنقاذ حياتها”، يقول أحمد إسماعيل عبد الرزاق، أحد جيران الطفلة في المنطقة لـ”الثورة”، مشيراً إلى أنه يتوجب على الكادر، حتى وإن كان لا يملك الإمكانيات، القيام بأي إجراء طبي سريع ولو كان “ربط الشاش على رأسها”، ومن ثم نقلها بسيارة إسعاف، لقد اكتفوا بتحويلها إلى مستشفى الرازي وانتهى الأمر.

واعتبر عبد الرزاق أن كادر الإسعاف في مستشفى زاهي أزرق يتحمل جزءاً من المسؤولية، لافتاً إلى أنه كان عليهم التعامل مع الموقف بطريقة أخرى، طريقة تعبّر عن لهفتهم في إنقاذ روح على وشك الهلاك وفق تعبيره.

أما جلال الإبراهيم وهو أحد سكان الحي، فقد اعتبر أن المسؤولية تقع على وزارة الصحة وليس كادر المستشفى، فالمستشفى لا يملك أي إمكانيات لاستقبال مثل هذه الحالات، رغم أنه المستشفى الحيوي والوحيد في المنطقة، وهو مخصص لاستقبال الحالات الداخلية، كالجلطات القلبية وغيرها، ومسؤولية تجهيز القسم الإسعافي فيه يقع على عاتق الوزارة، التي يجب عليها تجهيز جميع أقسام الإسعاف في المستشفيات العامة، لاستقبال جميع الحالات والتعامل معها في اللحظة نفسها.

اتهامات

الطفلة التي توفيت يوم أمس في مستشفى الرازي، متأثرة بالنزيف الدماغي الذي أصابها من جراء السقوط، دفعت بكثيرين لانتقاد المشافي الحكومية التي وصفوها بـ “العاجزة وغير المؤهلة” أمام الحالات الساخنة.

“الحال في مستشفى حلب الجامعي ليس بالأفضل” تقول أم محمود، مشيرة إلى أن زوجة ابنها دخلت المستشفى وهي في حالة مخاض (ولّادة)، ولكن التعامل من قبل الكادر كان مؤسفاً، كان هناك إهمال طبي واضح، لم يتم فحصها على الإيكو إلا بعد ساعة من وصولها، بغض النظر عن الممرات المتسخة والروائح الكريهة المنبعثة داخل المستشفى.

أما محمد فرايدي، فقد اعتبر في حديث لـ”الثورة”، أن واقع المستشفيات الحكومية في حلب واحد، ويندى له الجبين، وفق تعبيره، داعياً وزارة الصحة لاتخاذ إجراءات عاجلة، على رأسها إجبار المستشفيات الحكومية كافة على استقبال جميع الحالات الإسعافية، بعد تجهيزها ولو بأبسط الإمكانات، حتى وإن كانت الحالات خارج اختصاص المستشفى، مشيراً إلى أن ذلك قد يساعد المصاب أو المريض لحين إسعافه إلى المستشفى المختص.

أسف.. ولكن

مديرية الصحة في حلب عبّرت في حديث لـ”الثورة”، عن أسفها لحادثة وفاة الطفلة، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه لا يمكن لوم كادر مستشفى زاهي أزرق، ولا يمكن اتهامهم بالتقاعس.

وأكد المنسق الإعلامي في المديرية، منير المحمد، أن مستشفى زاهي أزرق هو مستشفى مخصص للحالات الداخلية فقط، على عكس الرازي المعد لاستقبال الحالات الإسعافية الساخنة.

وعن مسألة الإهمال في المستشفيات أو ما يتبعه من أخطاء، أكد المحمد وجود رقم مخصص للشكاوى، وبالإمكان الإبلاغ عن أي مخالفة قد تحدث داخل المستشفيات.

آخر الأخبار
آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء