عداد الموت لا يتوقف .. حوادث الدراجات النارية في درعا تفتح جروحاً جديدة

الثورة – جهاد الزعبي:

تشهد محافظة درعا تزايداً ملحوظاً بأعداد ضحايا حوادث الدراجات النارية من جراء السرعة الزائدة و”التشبيب” وعدم التقيد بقواعد المرو.

حوادث متكررة

لا يكاد يخلو يوم في مدن وبلدات المحافظة من وقوع حوادث دراجات نارية، يذهب ضحيتها أطفال وشبان في مقتبل العمر، ومثال ذلك وفاة الطفل جود أنس الكناكري في مدينة داعل أمس، إذ شهدت تلك الحادثة وغيرها استنكاراً واسعاً من قبل الأهالي.

يشير يزن الدراجي من مدينة درعا إلى أن الطفلة لين يامن الدراجي كانت “قطعة من قلب أمّها”، رحلت في لحظة رعونةٍ مجنونة بدراجة نارية مسرعة أمام منزلها وأمام عيني شقيقيها الطفلين.

بهذه الكلمات اختصر يزن مأساة عائلته، بعد أن دهست دراجة نارية الطفلة “لين” ذات الخمس سنوات، أمام بيتها في حيّ السحاري بمدينة درعا.

ويضيف والد الطفلة: إنها لم تكن تعرف أن اللحظة التي خرجت فيها للعب، ستكون الأخيرة ونهاية لحلم طالما تم انتظاره من قبل أهلها.

فوضى على عجلتين

المواطن ماهر العزام أكد أن شوارع درعا باتت تحت رحمة متهوري الدراجات النارية، حيث تحولت إلى ساحات موت، ومن وسيلة تنقّل إلى أداة اغتيال وقتل وتشليح.

وأضاف ناصر الخطيب :إننا نشاهد قاصرين خلف المقود “يشببون” على دولاب واحد، وهذا مصيره الموت أو قتل أرواح بريئة.

وتابع قوله: لسنا ضد الدراجة لأنها وسيلة خدمية، بل ضد الفوضى والطيش والسرعات الزائدة، الناس تتكلم، ولكن متى يتوقّف عداد الموت؟

يقول يعرب محمد: رحلت “لين” ورحل “جود”، ورحل قبلهم عشرات الشبان والأطفال في بلدات ومدن درعا خلال الأشهر الأخيرة، والمشهد ذاته يتكرر، دراجة نارية تسير بسرعة جنونية يقودها طفل أو مراهق، تنتهي بلحظة صدمة، وبقبر يُفتح، وحدادٍ يبدأ، وسؤال يُطرح: من المسؤول؟

ويضيف مواطنون: لين كان حقها أن تعيش وتكبر، وكل طفل له حق أن يعيش بشوارع آمنة، وليس أن تنتهي حياته على يد سائق دراجة نارية متهور، الأمر كارثي ويتكرر بشكل كبير، بل تحول إلى أمر واقع وجزء من الحياة اليومية للسكان.

يرى عصام هشام أن المسؤولية في ظاهرة فوضى الدراجات النارية، يتحملها الأهل بالدرجة الأولى، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عقابية واحترازية عاجلة، وإطلاق حملات توعية منظمة لمحاربة هذه الفوضى القاتلة، لقد تحوّلت الشوارع إلى ساحات موت من طفس إلى جاسم وداعل، ومن إبطع إلى الشيخ مسكين، إلى كل بلدات ومدن محافظة درعا، يتنقّل الموت على عجلتين، في كل زاوية قصة وفي كل بيت جرح.

وسيلة اغتيال وسرقة

يؤكد مواطنون ليست الحوادث العشوائية وحدها ما يُرعب سكان المحافظة، فالدراجات النارية، التي كان يُفترض أن تكون وسيلة نقل رخيصة وسهلة، تحوّلت في نظر الأهالي إلى وسيلة للقتل المنظّم والسرقة، ومعظم عمليات الاغتيال خلال السنوات الماضية تمّت بواسطة دراجات نارية.

السيناريو يتكرر

مسلحان ملثمان يطلقان النار، ثم يختفيان خلال ثوانٍ لا رقم لوحة، لا توثيق، لا كاميرا ترصد، ولا جهة تتابع.

تقول إحدى الشهادات: “بالليل نسمع صوت دراجة، بعده إطلاق نار، بعدها صمت، نعرف أن هناك شخصاً تم اغتياله.
المحافظة تتدخل

في الجانب الآخر، وبعد مطالبات شعبية كثيرة، أصدر محافظ درعا أنور الزعبي قراراً بمنع دخول الدراجات النارية إلى المدينة من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحاً ومخالفة من يقود دراجة ولا يحمل رخصة قيادة ومصادرة دراجة من يثير الفوضى والسرعات الزائدة و”التشبيب”، ودفع غرامة مالية كبيرة تصل إلى 300 ألف ليرة في المرة الأولى، وفي حال تكرار المخالفة، تتضاعف، وبعدها تصادر الدراجة.

وهنا تساءل مواطنون: هل هذا القرار سيتم تنفيذه في القرى والبلدات والمدن بالريف؟ إذ مازال هناك الكثير من المناطق لا توجد فيها مراكز شرطة.

إلى متى؟

من “لين” الطفلة إلى طالب البكالوريا في مدينة نوى، من الفتاة في بلدة أم المياذن، إلى الشاب الذي سقط في جاسم، لا تتوقف الحكايات، ولكن كلها تنتهي بالطريقة ذاتها.

جثمان يُدفن، ودمعة لا تجف، وغياب كامل للمحاسبة، فهل تبقى الشوارع مشرّعة للموت المتنقّل؟ وهل ننتظر اسماً جديداً يُضاف إلى قائمة الضحايا؟

آخر الأخبار
"سيريا بيلد" الدولي للبناء في 26 الجاري حريق حبنمرة بحمص يحوّل ١٠٠ هكتار إلى يبابٍ أسودَ 7 مليارات  ليرة.. ديون على فلاحي دير الزور.. معاناة في ظل عجز السداد بيانٌ أمميٌ في مجلس حقوق الإنسان يرحّب بجهود سوريا ويشدّد على العدالة الانتقالية السعودية وقطر توقعان اتفاق دعم جديد لسوريا بقيمة 89 مليون دولار سوريا على منبر العالم.. خطاب الرئيس الشرع يعيد دمشق إلى قلب المشهد الدولي "حفاظ النصر " تكرم 2200 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في درعا الشرع أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة: سوريا تعيد بناء نفسها وتبني فصلاً جديداً عنوانه السلام والا... الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: انتصار الحق وولادة الدولة السورية الجديدة  كلمة الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. صياغة ملامح «العقد السوري الجديد»  مدير مؤسسة الوحدة للصحافة: الرئيس الشرع خطف الإعجاب قبل الخطاب بعد نحو ستين عاماً.. سوريا تعيد بناء دورها في الأمم المتحدة في خمس دقائق لخص الرئيس الشرع حكاية سوريا سوريا ترسم طريق النهوض والبناء مواطنون: الرئيس الشرع أوجز بتقنية الخطاب فن الرسائل بأبعادها من إدلب إلى نيويورك.. الرئيس  الشرع وصياغة نسخة جديدة من الإسلام السياسي الوطني إزالة السواتر تعيد حياة إدلب الاقتصادية والزراعية التحول نحو السوق الابيض.. تعزيز الشفافية والنزاهة بالاقتصاد "ميلوني" تلتقي الشرع وتعلن انخراطها في إعادة إعمار سوريا تفاهم استشاري بين "الأشغال العامة" وشركة دولية