الثورة – رسام محمد:
كان من أبرز التحديات التي واجهت مشروع منظومة الطاقة الشمسية في منطقة عوج في حماة تأمين الأرض لتركيب الألواح، إلا أنّ تعاون الأهالي والإدارة المحلية حولت هذه المنظومة إلى نموذج عملي للتنمية المحلية وكفاءة الطاقة.
وقال نائب المدير العام لمؤسسة مياه حماة ومدير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عبد الملك الحمصي في تصريح لـ”الثورة”: إن مشروع الطاقة الشمسية في محطة مياه عوج لم يكن مجرد مبادرة تقنية، بل هو استجابة إنسانية لضمان حق الناس في الماء بعد أن كنا نواجه يومياً صعوبة تشغيل الضخ بسبب تأخر التيار الكهربائي ونقص الوقود، فكان الحل في الاعتماد على الطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن المنظومة تتكون من ثلاث مراحل ضخ، بطاقة تشغيلية تصل إلى 90 متراً مكعباً في الساعة – أي نحو 500 متر مكعب يومياً – لتغطي حاجة نحو 25 ألف نسمة، مؤكداً أنّ مواقع الألواح تم اختيارها بعناية في أراضٍ ليست ذات قيمة زراعية كبيرة لتقليل التكاليف.
استدامة التشغيل
وعن تكلفة المشروع، أفاد الحمصي أنّ التكلفة الإجمالية بلغت نحو 170 ألف دولار وبتمويل من منظمة اليونيسيف، مع العلم أنه بطاريات للتخزين الليلي أو التشغيل عند ضعف الإشعاع الشمسي، لأن التكلفة وتركيب هذه الأنظمة واستبدالها بشكل دوري تشكّل عبئاً مالياً كبيراً- بحسب الحمصي.
وأوضح أنّ هذا التحوّل يقلّل الاعتماد على المازوت، الذي كان يستهلك نحو 60 ليتراً في الساعة خلال التشغيل التقليدي، فيما المنظومة الشمسية تتيح التشغيل المتواصل من 6 إلى 7 ساعات يومياً من دون انقطاع بسبب ضعف الكهرباء أو شح الوقود.
ولفت إلى الحرص على استدامة التشغيل عبر الالتزام الصارم بصيانة الألواح، ومراقبة المؤشرات التشغيلية، وتوفير قطع الغيار اللازمة، وتتولى وحدة مياه عقرب والعاملون في مركز مياه عوج التشغيل والمتابعة، تحت إشراف المؤسسة العامة للمياه لضمان الاستمرارية.
يذكر أن المشروع الذي يخدم قرابة 25 ألف نسمة يضمن أيضاً تعقيم المياه وضغطاً كافياً في الشبكة لمنع تسرب الملوثات، ما يحُول دون لجوء الأهالي إلى مصادر غير مراقبة.