عندما تريد اختراع حجة لتمرير أمر معين وتسحب المسؤولية عن نفسك، فإن المثل الشعبي يقول “الزقها بظهر فلان” فتهرب من المسؤولية، وهذا بالضبط ما حدث مع الإعلاميين في الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية لكرة القدم.
تم الطلب من الإعلاميين أن يغادروا القاعة، وتم تبرير الطلب الغريب أن هذه أوامر من وفد “الفيفا” الحاضر للاجتماع، وأن ذلك قوانين دولية! رغم أن الاجتماع يبث على الهواء مباشرة.
وكي ينكشف المستور عادوا وسمحوا بحضور الإعلام لسبب وحيد، وهو أنهم فكروا لدقائق، واستنتجوا أن حجتهم ستصل إلى أسماع ممثلي “الفيفا” حالما يخرجون من الاجتماع حيث يتربص الإعلاميون “المطرودون” لهم في الخارج.
ما حدث ليس مجرد اختلاف آراء وسوء تنظيم، أو أي شيء من هذا القبيل، إنه وبكل معنى الكلمة عدم احترام مطلق للإعلام، ولدوره، خصوصاً أن الاعتذار كان أصعب من الذنب”، فعندما أعيد فتح الباب أمام الإعلاميين قيل لهم: إن السبب لم يكن “الفيفا”، بل في الحقيقة كان هناك تخوف من أن يثير الإعلاميون ضجة خلال الاجتماع.
هذا يشبه الكلام إلى أولاد صغار، وليس إلى أشخاص مهنتهم ضبط الكلام ومعرفة ما يقال، ومتى يقال، فمن هو المسؤول عن هذا اللف والدوران؟ وهل ستستمر أساليب بائدة بالتحكم فينا؟ جزماً أن أساليب كهذه لن تستمر إذا حاسبنا من “لزقها” بظهر “الفيفا”.