الثورة – ثورة زينية:
شهدت العاصمة دمشق وريفها منذ الأربعاء الماضي انقطاعات غير مسبوقة للتيار الكهربائي من حيث المدة والتكرار، إذ تجاوزت ساعات الانقطاع في بعض المناطق عشر ساعات متواصلة، في حين لم تتعد فترات الوصل بضع دقائق، وسط حالة شلل شبه تام أصابت الحياة اليومية وأثارت موجة استياء واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.. منذ صباح أمس من مثل “مافي كهربا”، “عتمة” متواصلة” و”ونحنا بأي سنة” وهذا غيض من فيض قوائم الوسوم المتداولة على منصات المواطنين في دمشق وريفها بعد أن تحولت شكاوى السكان من تقنين قاس إلى صرخات غضب من واقع كهربائي يزداد قسوة يوما بعد يوم.
تضيء دقائق ..وتختفي ساعات
سكان من أحياء متفرقة مثل مشروع دمر، الميدان، و برزة، جرمانا، وضاحية قدسيا، ودمر، ووادي بردى، والهامة، وقدسيا، تحدثوا على صفحات التواصل الاجتماعي عن انقطاعات طويلة مع فترات وصل لاتتجاوز دقائق معدودة، ما أثار تساؤلات جدية حول ما إذا كانت الشبكة على حافة الانهيار، ولا سيما في مناطق من ريف دمشق كدوما وصحنايا وصلت الشكاوى إلى وصف الوضع بالظلام التام منذ ليل أول أمس.
وعلى الرغم من هذا الانهيار الواضح في التغذية الكهربائية، في المقابل غابت التصريحات والتوضيحات الرسمية من وزارة الكهرباء ما زاد من استياء الشارع الذي لم يعد يجد تفسيراً لما يحدث سوى في ساحات فيسبوك وتيليغرام وتويتر، إذ تدفقت تعليقات المواطنين الغاضبين، مطالبين بكشف الحقيقة ومصارحة الناس.
بمشهد أصبح أكثر صعوبة ومثيراً للتهكم تضيء الكهرباء في بعض الأحياء لثلاث أو أربع دقائق فقط، قبل أن تنقطع مجدداً لساعات.
هذا ما وثقه العشرات من السكان بتسجيلات مصورة انتشرت بشكل واسع على فيسبوك وتيليغرام، في وقت لم تصدر فيه أي جداول رسمية للتقنين، ولا إشعارات عبر التطبيقات الحكومية.
صمت رسمي وتكهنات شعبية
بالنسبة للغالبية الساحقة من سكان العاصمة وريفها، وهم من محدودي الدخل أو من دون دخل، فإن الانقطاع المتكرر يعمّق أزمتهم اليومية.
علقت إحدى السيدات في صفحتها على الفيسبوك :
“الثلاجة صارت تابوتاً للطعام.. والبطاريات خلص شحنها، حتى شمعة ما قدرنا نشتري عم نعيش الليل متل أهل الكهف، وبالنهار عم نركض ورا شحن الموبايل لنضل على تواصل مع العالم ولو لدقائق”.
وتسببت الانقطاعات المتواصلة للكهرباء بتوقف عمل العديد من المؤسسات والمحال التجارية حتى إن بعض العيادات والمخابر توقفت جزئياً عن استقبال المرضى، وخرجت مضخات المياه والانترنت عن الخدمة لساعات طويلة، وعلى الرغم من محاولة بعض البلديات تشغيل مولدات احتياطية، لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب نقص المحروقات.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر وزارة الكهرباء أي بيان رسمي يشرح أسباب الانهيار الواضح في التغذية.
الاستياء الشعبي على وسائل التواصل تجاوز حدود الشكوى اليومية وبدأ يتحول إلى مطالبات جدية بالمحاسبة.