“الممر الإنساني” الإسرائيلي.. بوابة للتغلغل والاستيطان في الجنوب السوري 

الثورة -عدي جضعان: 

تُزيح إسرائيل الستار عن مخططات توسيع نفوذها العسكري في الجنوب السوري، في وقت تعثرت فيه المحادثات ” الإسرائيلية-السورية” بسبب إصرارها على فتح “ممر إنساني” إلى السويداء، وهذه المفاوضات، التي جرت في عواصم أوروبية وعلى هامش اجتماعات الأمم المتحدة، ركّزت على الترتيبات الأمنية في جنوب غرب سوريا، مع تجنب التطرق إلى ملف الجولان المحتل.

الدكتور حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، حذّر من أنَّ الموافقة على “الممر الإنساني” المقترح تُعدّ “انتهاكًا للسيادة السورية”، وقد تُشجِّع على مطالب مماثلة في مناطق حساسة أخرى مثل الساحل أو كردستان سوريا.

ومع ذلك، قلّل المومني من تأثير هذا الخلاف كعقبة كبرى، مشيراً إلى تقدم المفاوضات، ولتجاوز هذه النقطة، اقترح المومني أن تتولى جهة محايدة، مثل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، الإشراف على الممر لضمان عدم سيطرة “إسرائيل” عليه.

وأكد أن الوساطة الأميركية كانت عاملاً حاسماً في بناء الزخم الإقليمي الداعم لاستعادة السيادة السورية ورفع العقوبات عنها.

من جهته، بيّن محمد سليمان، الباحث في مركز جسور للدراسات، أنَّ “إسرائيل” تسعى عبر طرح فكرة “الممر الإنساني” إلى تعزيز نفوذها الإقليمي والحفاظ على قنوات اتصال مع جماعات في السويداء والقيادات الدرزية بالداخل الفلسطيني، لخدمة أجندة حكومة نتنياهو.

ويضيف سليمان: إن الهدف الحقيقي يتجاوز حماية الدروز، إذ يتمثل في إبقاء المنطقة مضطربة، واستخدام تلك الجماعات لاحقاً كأدوات لمشروعات توسعية، مع إمكانية استغلال الممر لـجمع المعلومات والتغلغل التدريجي من الجولان إلى الجنوب السوري، ما قد يفتح الباب أمام بؤر استيطانية مستقبلية.

وأشار سليمان إلى وجود مخاطر مشتركة بين سوريا ودول المنطقة، ولهذا فإن الاعتراض على الممر ليس من الجانب السوري فحسب، وإنما أيضاً من الأردن ولبنان ودول أخرى في المنطقة.

إنَّ سعي “إسرائيل” لتكريس منطقة نفوذ أمني على طول حدودها يثير مخاوف جيوسياسية إقليمية، وبالتالي فإن تعليق المفاوضات عند نقطة “الممر الإنساني” يؤكد أن القضية ليست أمنية بحتة، بل هي قضية مبدأ سيادي، ومع ذلك، فإن استمرار الزخم التفاوضي، مدعوماً بالجهود الدبلوماسية الأميركية والأردنية، يبعث على التفاؤل الحذر بإمكانية التوصل إلى حل وسط وشيك.

ويتلخص الحل، بحسب باحثين سياسيين، في إيجاد صيغة تضمن نزع سلاح المنطقة من القوى التي تهدد أمن إسرائيل، مع وضع الترتيبات تحت إشراف محايد لتبديد المخاوف السورية بشأن السيادة، ما قد يفتح آفاقاً أوسع لعملية سلمية مستقبلية.

آخر الأخبار
العطش يداهم "تل شهاب" في درعا هل تحدث الأمم المتحدة ثورة للتغيير في العالم؟ حفل ختام افتتاح قلعة حلب.. صفحة جديدة في ذاكرة المدينة السياحة البيئية البحرية كنوز تنتظر من يوقظها الثقافة التأمينية خارج التغطية..هل من صياغة إصلاحية تلائم المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية؟ الذهب يواصل بريقه العالمي ويثقل الجيوب محلياً سوريا تعلن رؤيتها السياسية أمام العالم وتؤكد دورها الإقليمي والدولي "سي إن إن": القيادة السورية تحظى باعتراف عالمي كبير "الممر الإنساني" الإسرائيلي.. بوابة للتغلغل والاستيطان في الجنوب السوري  استعادة 6410 كغ من المواد الكهربائية المسروقة في دير الزور  فضيحة فساد بـ12 مليار ليرة في معامل الدفاع   سائقو "التكسي" في حلب.. منافسة غير عادلة تضع المواطن في محط "الاستحكام" التخفيضات تكشف فجوة الإعلانات والواقع "سيريا بيلد".. نافذة للاستثمار.. وتحديث "الموديلات" يعيق المواطن والمستثمر عقب نجاح «الوفاء لإدلب».. إدلب تبدأ إعداد خطوات لتنفيذ مشاريع مستدامة التّعليم والصّحة في الصدارة.. زيادات نوعية تُثير مطالب بالمساواة وقف ترديد الشعارات في المدارس لحين اعتماد النشيد الوطني الرسمي الدروس الخصوصية.. من هاجس النجاح إلى تعب الأهل إجراءات مرنة لتسجيل الطلاب العائدين من الخارج "بلاي ستيشن" ممر خاطف لإدمان الأطفال فكيف نعالج الأسباب؟