الثورة – ميساء الجردي:
أُصيب بالشلل منذ أن كان عمره أربع سنوات، وحين اكتشف أن مصيره مرتبط بالكرسي المتحرك، قرر البدء برحلة التحدي، وأصر أن يكون قوياً.
حمدو السلات.. ابن مدينة بنش بإدلب صنع قصة نجاحه بكل طاقته، تابع مسيرته الدراسية وتابع معها رياضته المفضلة في حمل الأثقال، متنقلاً من تحدٍ إلى آخر، ليكسب الرهان على مقاعد الدراسة ومنها إلى البطولات المحلية والعالمية.
قصص وذكريات
يروي السلات بعضاً من ذكرياته الجميلة عبر مسيرته في حديثه لـ”الثورة”، وقد بدأ حديثه عن تحدي الهروب من أعين الناس ونظرات الشفقة إلى نظرات الإعجاب، وكيف انتقل بين أندية الأثقال المتواجدة في منطقته إلى أن أصبح بطلاً على مستوى المحافظة، ثم مشاركاً في البطولات على مستوى الجمهورية.
يقول: لم أقبل أن أقف خلف نافذة الانتظار، ولم أستسلم لقدر الإعاقة، بل صممت منذ طفولتي على أن أكون مثل جميع الأطفال في عمري من خلال الاهتمام بدراستي، والتفوق على الكثيرين من أقراني، وحرصت على تحطيم الأرقام القياسية في لعبة الأثقال على مستوى سوريا، لأكون بعدها من المتميزين في البطولات الخارجية والتي كان أولها التتويج على منصات مصر.
الوصول إلى العالمية
اللقاء مع البطل حمدو السلات أشعل لديه شمعة الذكريات عبر محطات متنوعة أغلبها يتعلق بالانتصارات، وقد شارك في عشرات البطولات، لافتاً إلى أنه كان يعرف جيداً قدراته على تحمل هذا البلاء، وأن الله يمنحه القوة في تحويل ذلك الشلل الذي سكن بطرفيه السفليين إلى نعمة، إذ استطاع تحقيق نجاحات يعجز عنها الكثيرين فكان بطل الجمهورية من عام 1999 حتى عام 2010 بألعاب القوى، وبطل الجمهورية قوة بدنية من عام 2000 حتى تاريخ 2012 بوزن 120 كغ وما فوق.
كما حصد المركز الرابع بالدورة الأسيوية ماليزيا عام 2006، والمركز الثاني الدورة العربية في مصر عام 2007، والمركز الثاني في بطولة غرب آسيا بالإمارات العربية عام 2008، وكان الأول في بطولة العرب بالأردن عام 2008، كذلك حصل على المركز الثاني ببطولة آسيا بماليزيا عام 2009، وعلى جائزة مماثلة بنفس العام في بطولة فزاع الدولية بدبي لنفس العام.
مسيرته العلمية والعملية
ويتابع السلات حديثه، كيف أنه طرق أبواب الرياضة حتى وصل على الصين وشارك في الدورة الأسيوية عام 2010 محققاً المركز الثالث، لافتاً إلى الجوانب الأخرى في مسيرته المتعلقة بالعلم والسلك الوظيفي، فكان عضو ومؤسس المنتدى الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة حلب، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية وورش العمل الخاصة بقضية الإعاقة، تخرج من جامعة حلب قسم علم الاجتماع وأنجز العديد من الأبحاث العلمية بما يخدم قضية الأشخاص ذوي الإعاقة، وعمل موظفاً بمديرية صحة إدلب منذ عام 2003، ورئيس شعبة الأتمتة لمدة سبع سنوات، وشغل منصب رئيس الديوان العام في مديرية صحة إدلب لمدة ثلاث سنوات، ورئيس شعبة السجل والتراخيص الطبية لمدة خمس سنوات، ويشغل حالياً رئيس مكتب شؤون ذوي الإعاقة بمديرية صحة إدلب.
السلات أحب تربية نحل العسل كونه ترعرع منذ صغره ضمن أسرة تعمل على تربية النحل، وسعى جاهداً لتأسيس نقابة تجمع النحالين والمهتمين بنحل العسل ومنتجاته وله الفخر بوضع حجر الأساس لمشروع النقابة.
همة ونشاط واجتهاد يعجز عنهم الكثيرين.. نعم إنه أحد أبرز أصحاب الإرادات القوية في بلدنا.. البطل حمدو السلات قصة من مئات القصص لأصحاب الإرادات القوية في سوريا الذي فرض احترامه على الجميع بإنجازاته ووصوله إلى العالمية.