الثورة – رانيا حكمت صقر:
وسط أجواء فنية نابضة بالحياة، تنطلق في محافظة اللاذقية فعاليات معرض “طريق 2” الذي تنظمه مؤسسة مدد للفنون البصرية بالتعاون مع مديرية الفنون الجميلة، حاملاً في طياته رسائل إنسانية عن التسامح، والهوية الوطنية السورية والطريق نحو المستقبل.
المعرض، الذي يشترك فيه فنانون من عدة محافظات، كإدلب، ودمشق، وحلب، حمص، يعكس نبضاً معاصراً لأصوات الشباب المبدعين الذين يعبرون عن عوالمهم الفنية بأساليب متنوعة ومعاصرة. الفنان كائد حيدر- أحد المشرفين على الفعالية، تحدث لـ”الثورة”: معرض “طريق 2” يأتي ضمن سلسلة فعاليات مؤسسة مدد للفنون البصرية التي تستهدف دعم الفنانين الشباب عبر مسابقة تنافسية تحفزهم على تقديم أعمال فنية معاصرة تتماشى مع تطورات الفن التركيبي والمفهومي وما بعد الحداثة في الفنون البصرية، ويمثل انضمام محافظة اللاذقية لهذه التظاهرة الفنية خطوة نوعية ضمتها إلى جانب المحافظات السورية الأخرى.
وبين أنه تم انتقاء 17 عملاً فنياً تركيبياً، و15 لوحة زيتية، بعد تقييم دقيق من لجان تحكيم متخصصة، مع تنظيم نشاط موازن للأعمال التقليدية التي تضمنت لوحات متحفية، لتُعرض متزامنة في مختلف المحافظات تحت رعاية وزارة الثقافة ومؤسسة مدد للفنون البصرية.
وأشار إلى أنه شارك بورش العمل والفعاليات الفنية أساتذة متخصصون، ساهموا في نقل المعرفة ودعم الفنانين الشباب، مما جعل من الحدث بيئة تفاعلية غنية ومتجددة، تتيح لهم صقل مهاراتهم والإبداع بأقصى إمكانياتهم. وعبرت الفنانة رنا مجرس، عن أهمية حضورها في المعرض قائلة: إن التفاعل مع فنانين محترفين وتبادل الخبرات يمثل إضافة قيمة لمسيرتها الفنية، لوحتها “مرابع الأمان” تبرز صورة المرأة السورية التي تمثل الوطن، وتجسد السلام من خلال رمز الحمامة، في لوحة تحاكي حب الوطن والأمل في مستقبل مشرق.
أما الفنانة نور الهدى غدير، خريجة مركز الفنون التشكيلية، لفتت إلى حماسها لمشاركة فريدة في المعرض معبرة عن هويتها الساحلية بلوحة “جذور على الشاطئ”، التي تمزج بين المرأة والطبيعة والرموز الوطنية كالزيتون وصوت البحر، مجسدة عمق الانتماء والخصوبة والأنوثة المرتبطة بالأرض. وأكدت أن التنوع في المدارس والأساليب بين الفنانين المشاركين أتاح لها فرصة ثمينة لاكتساب خبرات جديدة وتبادل الأفكار، مشيرة إلى أن هذه التجربة كانت إضافة متميزة في مشوارها الفني.
يأتي معرض “طريق 2” في محافظة اللاذقية كمنصة حيوية لتعزيز حضور الفن المعاصر ودعم الشباب المبدعين، ليس فقط كعرض لأعمال فنية، بل كمشروع تنموي وثقافي يعكس روح التسامح، والانتماء، والتواصل بين أجيال الفن السوري. هذه الفعالية تجسد أهمية الاستثمار في الفن كأداة لبناء الهوية، وتعزيز النسيج الاجتماعي، وفتح أبواب المستقبل أمام شباب يسيرون على طريق الإبداع والوطنية معاً.