الثورة- هبه علي:
يستمر معرض “سيريا بيلد” حتى الخميس القادم، وتتكشف آمال وطموحات المستثمرين ورجال الأعمال السوريين في إعادة إعمار وطنهم.. ويأتي المعرض شاهداً على حجم الاهتمام الدولي والمحلي المتزايد بسوريا المستقبل، إذ تسعى الشركات إلى مد جسور التعاون، والمساهمة الفاعلة في عجلة البناء.
وفي هذا السياق، مدير وشريك في شركة لتجارة المعدات الجديدة والمستعملة، ورجل الأعمال أنس شقفه يوضح رؤيته حول أهمية المعرض، ودور شركته، والتحديات التي تواجه قطاع الاستيراد، داعياً إلى مراجعة القرارات التي قد تعيق المواطن والمستثمر.
إرث ورؤية لمستقبل الإعمار
يتحدث شقفه عن تأسيس والده للشركة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1985، كنقطة انطلاق في تجارة قطع الغيار المستعملة للشاحنات والمعدات، واليوم، تتجاوز الشركة حدود تجارة المستعمل لتشمل المعدات الجديدة، مع فروع في الإمارات، وتركيا، والصين، ما يعكس توسعاً عالمياً، وقدرة على استيراد مختلف أنواع الآليات والمعدات من جميع أنحاء العالم.
ويؤكد أن مشاركتهم في المعرض تأتي من إيمانهم العميق بالمساهمة في بناء سوريا، عبر تقديم آليات متطورة تلبي احتياجات المستقبل، سوريا وشعبها يستحقون كل الدعم لرفع اسمها عالياً، تضحياتهم تستدعي منا هذا الواجب.
ويتابع شقفه: إن معرض “سيريا بيلد” لعب دوراً محورياً في تسهيل دخول شركته إلى السوق السوري، وإتاحة الفرصة لإقامة علاقات عمل متينة، مشيراً إلى أهمية المعرض كمنصة تجمع الشركات، وتعرض أحدث الابتكارات، وتفتح آفاقاً للتعاون والشراكات.
وشدد على أن معرض “سيريا بيلد” ساعدنا بشكل كبير في إيجاد مكان راسخ للشركة داخل البلد، وفتح لنا آفاقاً لتكوين علاقات عمل جيدة، وعليه نتطلع إلى تنظيم أفضل في المستقبل لضمان استمرار النجاح.
مشاركة واسعة
يبدي مدير الشركة إعجابه بحجم المشاركة الكبير من قبل شركات أوروبية وصينية في المعرض، ويرى في ذلك دليلاً قاطعاً على اهتمام الأسواق العالمية بسوريا، ورغبتها في المشاركة في جهود إعادة الإعمار، ويقول: “لقد فوجئت حقاً بحجم المشاركة الكبيرة من أوروبا والصين، وهذا يعكس الاهتمام المتجدد بالاستمرار في سوريا والعمل على إعادة بنائها.
“ويكشف عن عقبات واجهت الشركة في محاولات سابقة لدخول السوق السوري قبل عام 2024، مشيراً إلى صعوبة الإجراءات، وفي هذا السياق يبين أنه “قبل عام 2024، حاولنا دخول البلد لكننا واجهنا الكثير من العراقيل، والآن تم تقديم تسهيلات كبيرة لدخول سوق العمل، لكنه يطالب اليوم وزير الاقتصاد بمراجعة قرار تحديث موديلات استيراد الشاحنات والمعدات، ويوضح أن القرار يركز على الموديلات الحديثة (التي لا تتجاوز 10 سنوات)، فيما الواقع السوري ومتطلبات المواطنين والمستثمرين، خاصة من يبدؤون مشروعاتهم، تتطلب معدات بتكلفة أقل، حتى لو كانت أقدم (مثل 30 عاماً).
ويرى أن فرض تحديث الموديلات يعيق الاستثمار، ويشكل عبئاً بسبب عدم توافق الخبرات الفنية المحلية مع التقنيات الحديثة جداً.
ويضيف: إذا أرادت الدولة تحقيق استفادة حقيقية، فيجب السماح بإدخال معدات عمرها 30 عاماً وليس 10 سنوات فقط وهذا لا يساعد المواطن، ولا المستثمر ولا المطور، لأن الأمور الفنية المرتبطة بتحديث الموديلات لا تتناسب مع الخبرات المتوفرة في بلدنا.
شراكة مجتمعية
إلى جانب المطالب التي طرحها شقفه بخصوص تسهيل الاستيراد، أكد استعداد شركته لتقديم يد العون للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص على حد سواء.
وقال: نحن جاهزون لتقديم كل أنواع الاستشارات المجانية لأي دائرة من دوائر الدولة، ومد يد العون والمساعدة الممكنة في استيراد الآليات والمعدات التي تلبي احتياجات المؤسسات المعنية، وذلك بما يصب في مصلحة البلاد.
وبين أنه لا يقتصر الدعم على القطاع العام، بل يمتد ليشمل الأفراد والشركات الخاصة، وأنهم على استعداد لتقديم استشارات استثمارية مجانية في مجال تأجير وتجارة المعدات والآليات للأفراد والشركات الخاصة، بهدف تشجيع الاستثمار ودفع عجلة التنمية.
وفي سياق التأكيد على الدور المحوري للشحن والاستيراد، كشف شقفه عن قدرات الشركة في تسهيل وصول البضائع من الأسواق العالمية، موضحاً أنه إذا كانت لدى أي جهة مواد موجودة في أوروبا، فإننا على أتم الاستعداد للمساعدة في عمليات الشحن والاستيراد، ويمتلك فريقنا المتواجد في أوروبا، أميركا، كندا، وغيرها من الدول، القدرة على تقديم هذه الخدمات مقابل رسوم رمزية، ما يفتح الباب أمام استغلال الفرص العالمية لدعم الاقتصاد الوطني.