الثورة:
في خطوة تعكس عمق العلاقات بين دمشق والرياض، زار وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، مقر وكالة الأنباء السعودية “واس” في العاصمة الرياض، حيث كان في استقباله رئيس الوكالة علي بن عبد الله الزيد وعدد من مسؤوليها. وخلال اللقاء، شدّد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون بين الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ووكالة “واس”، بما يتيح تطوير الأداء الإعلامي وفتح آفاق أوسع للتبادل الخبري والتدريب، مشيدين بتاريخ الصحافة السورية وإسهاماتها في الساحة الإعلامية العربية.
وقام الوزير المصطفى بجولة في أقسام الوكالة شملت قسمي الإنتاج والتحرير وأكاديمية التدريب التابعة للهيئة، حيث حضر عروضًا تدريبية قدّمها طلاب الأكاديمية، واستمع إلى شروح حول برامج إعداد الكوادر الإعلامية وآليات تطوير مهاراتها بما يلبي احتياجات العصر الرقمي.
وأطلعَ رئيس هيئة وكالة “واس” الوزير السوري على أرشيف الوكالة الذي يضم صحفًا سورية قديمة تعود إلى عهد الرئيس شكري القوتلي، مؤكّدًا أن سوريا كانت وما تزال رائدة في ميدان الصحافة والإعلام. بدوره، أكد وزير الإعلام السعودي سلمان بن يوسف الدوسري -في منشور عبر منصة “X”- على متانة العلاقات السعودية-السورية وتجذّرها في الماضي وامتدادها نحو مستقبل جديد من الاستقرار والإصلاح، معتبرًا أن الإعلام سيكون أحد جسور البناء والأمل في المرحلة المقبلة.
واتفق الوزيران خلال اللقاء على تشكيل فريق عمل مشترك لإعداد مبادرات وبرامج ومشروعات إعلامية مشتركة، بما يعزز التعاون الصحفي بين البلدين ويفتح الباب أمام إنتاجات إعلامية نوعية تخدم القضايا المشتركة وتواكب التحولات الإقليمية. بهذه الزيارة، بدا واضحًا أن العلاقات الإعلامية بين دمشق والرياض لم تعد مجرد عناوين بروتوكولية، بل أصبحت خطوات عملية تترجم إرادة سياسية في إعادة بناء جسور التواصل، ليكون الإعلام شاهدًا وداعمًا لمسار التقارب بين البلدين.